تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٠
بعده) *) من بعد قتل يوسف " * (قوما صالحين) *) تائبين، وقال مقاتل: يصلح أمركم فيما بينكم وبين أبيكم.
" * (قال قائل منهم) *) وهو روبيل، وقال السدي: هو يهودا، وهو أعظمهم وكان ابن خالة يوسف، وكان أحسنهم فيدايا نهاهم عن قتله وقال لهم: " * (لا تقتلوا يوسف) *) فإن قتله عظيم.
" * (وألقوه في غيابة الجب) *) أي في قعر الجب وظلمته حيث يغيب خبره، قتادة: في أسفله، والغيابة: كل شيء غيب شيئا، وأصلها من الغيبوبة، وقرأ أهل المدينة: غيابات الجب، على الجمع، والباقون: غيابة، على الواحد، والجب: البئر غير المطوية، قتادة: هو بئر بيت المقدس، وقال وهب: هو بأرض الأردن، كعب: بين مدين ومصر، مقاتل: على ثلاث فراسخ من منزل يعقوب.
" * (يلتقطه) *) بعض السيارة يأخذه، قراءة العامة بالياء لأنه البعض وقرأ الحسن: تلتقطه بالتاء لأجل السيارة، والعرب تفعل ذلك في كل خبر كان عن مضاف إلى مؤنث يكون الخبر عن بعضه خبرا عن جميعه، كقول الشاعر:
أرى مر السنين أخذن مني كما أخذ السرار من الهلال ولم يقل أخذت وقال الآخر:
إذا مات منهم سيد قام سيد فدانت له أهل القرى والكنائس " * (بعض السيارة) *) بعض ماري الطريق من المسافرين فيذهب به إلى ناحية أخرى فينستر خبره " * (إن كنتم فاعلين) *) ما أقول لكم.
قيل للحسن: أيحسد المؤمن؟ قال: ما أنساك بني يعقوب؟ ولهذا قيل: الأب جلاب، والأخ سلاب، فعند ذلك أجمعوا على التفريق بينه وبين والده بضرب من الاحتيال، فقالوا ليعقوب " * (قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا) *) قرأ أبو جعفر بالنون، وقرأ الباقون بإشمام النون للضمة، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم، لأن أصله تأمننا بنونين فأدغمت أحدهما في الأخرى.
" * (وإنا له لناصحون) *) نحوطه ونحفظه حتى نرده إليك، مقاتل: في الكلام تقديم وتأخير وذلك أن أخوة يوسف قالوا لأبيهم " * (أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون) *) قال أبوهم: " * (إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون) *) فحينئذ قالوا " * (مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غدا) *) إلى الصحراء " * (يرتع ويلعب) *).
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»