تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٩٤
محمد على ما تلقى من الأذى، وقيل: على الأذى، وقيل: على الصلاة، نظير قوله * (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) * * (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) *) من أعمالهم، وقال فيه ابن عباس: يعني المصلين.
2 (* (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد فى الارض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا مآ أترفوا فيه وكانوا مجرمين * وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون * ولو شآء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذالك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملان جهنم من الجنة والناس أجمعين * وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجآءك فى هاذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين * وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون * وانتظروا إنا منتظرون * ولله غيب السماوات والارض وإليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون) *) 2 " * (فلولا كان) *) فهلا كان " * (من القرون) *) التي أهلكناهم " * (من قبلكم أولو بقية) *) أصحاب دين وعقل " * (ينهون عن الفساد في الأرض) *) ومعناه: فلم يكن، لأن في الاستفهام ضربا من الجحد " * (إلا قليلا) *) استثناء منقطع " * (ممن أنجينا منهم) *) وهم أتباع الأنبياء وأهل الحق.
" * (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه) *) قال ابن عباس: ما أنظروا فيه، وروي عنه: أبطروا. الضحاك: اعتلوا، مقاتل بن سليمان: أعطوا، ابن حيان: خولوا، مجاهد: تجبروا في الملك وعتوا عن أمر الله، الفراء: ما سودوا من النعيم واللذات وإيثار الدنيا على الآخرة " * (وكانوا مجرمين) *) كافرين " * (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم) *) (بظلم منه لهم) * * (وأهلها مصلحون) *) في أعمالهم غير مسيئين، لكنه يهلكها بكفرهم وإتيانهم السيئات، وقيل: معناه لم يكن ليهلكهم بشركهم وأهلها مصلحون فيما بينهم لا يتظالمون، ويتعاطون الحق بينهم وإن كانوا مشركين، وإنما يهلكهم إذا ظلموا.
" * (ولو شاء ربك لجعل الناس) *) كلهم " * (أمة) *) جماعة " * (واحدة) *) على ملة واحدة " * (ولا يزالون مختلفين) *) على أديان شتى من يهودي ونصراني ومجوسي ونحو ذلك " * (إلا من رحم ربك) *) ويعني بهم المؤمنون وأهل الحق.
" * (ولذلك خلقهم) *) قال الحسن ومقاتل بن حيان ويمان وعطاء: وللاختلاف خلقهم، قال الأشهب: سألت مالكا عن هذه الآية فقال: خلقهم ليكون فريق في الجنة، وفريق في السعير، وقيل: اللام بمعنى على، أي وعلى ذلك خلقهم، كقول الرجل للرجل: أكرمتك على برك بي ولبرك بي، ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة: وللرحمة خلقهم ولم يقل: ولتلك، والرحمة مؤنثة لأنها مصدر وقد مضت هذه المسألة، وهذا باب سائغ في اللغة (وهو أن يذكر) لفظان
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»