تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٠
2 (* (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم * وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذىأيدك بنصره وبالمؤمنين * وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما فى الارض جميعا مآ ألفت بين قلوبهم ولاكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم * ياأيها النبى حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * ياأيها النبى حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون * الئان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين * ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم) *) 2 " * (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) *) أي فمل إليها وصالحهم، قالوا: وكانت هذه قبل (براءة) ثم مسخت بقوله: اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم، وقوله: قاتلوا الذين يؤمنون بالله، الآية " * (وتوكل على الله إنه هو السميع العليم) *) * * (وإن يريدوا أن يخدعوك) *) يغدروا ويمكروا بك، قال مجاهد: يعني قريظة " * ( فإن حسبك الله) *) كافيك الله " * (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) *) قال السدي: يعني الأنصار " * (وألف بين قلوبهم) *) جمع بين قلوبهم وهم الأوس والخزرج على دينه بعد حرب سنين، فصيرهم جميعا بعد أن كانوا أشتاتا، وأخوانا بعد أن كانوا أعداء " * (لو أنفقت ما في الأرض جميعا) *) إلى قوله تعالى " * (حكيم) *).
روى ابن عفان عن عمير بن إسحاق، قال: كنا نتحدث أن أول مايرفع من الناس الألفة " * (يا أيها النبي حسبك الله) *).
(........) أبي المغيرة عن سعيد بن جبير، قال: أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة، ثم أسلم عمر (رضي الله عنه) فنزلت هذه الآية: يا أيها النبي حسبك الله " * (ومن اتبعك) *) قال أكثر المفسرين: محل من نصب عطفا على الكاف في قوله حسبك، ومعنى الآية: وحسب من أتبعك، وقال بعضهم رفع عطفا على اسم الله تقديره: حسبك الله ومتبعوك من المؤمنين.
" * (يا أيها النبي حرض المؤمنين) *) حثهم على القتال " * (إن يكن منكم عشرون) *) رجلا صابرون محتسبون " * (يغلبوا مائتين) *) من عدوهم ويقهروهم " * (وإن يكن منكم مائة) *) صابرة محتسبة تثبت عند اللقاء وقتال العدو " * (يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون) *) من أجل أن المشركين قوم يقاتلون على غير احتساب، ولا طلب ثواب، فهم لا يثبتون إذا صدقتموهم القتال
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 » »»