تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٦
العقاب) *) أي هذا العقاب الذي أعجلته لكم أيها الكفار " * (فذوقوه) *) عاجلا " * (وأن للكافرين) *) في المعاد " * (عذاب النار) *) وفي فتح (أن) وجهان من الإعراب أحدهما الرفع والأخر النصب:
فأما الرفع فعلى تقدير ذلكم تقديره: ذلكم يذوقوه، وذلك أن للكافرين عذاب النار.
وأما النصب فعلى وجهين: أحدهما: بمعنى فعل مضمر: ذلكم فذوقوه وأعلموا وأيقنوا أن للكافرين.
والأخر بمعنى: وما للكافرين فلما حذف الياء نصب.
2 (* (ياأيها الذين ءامنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد بآء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير * فلم تقتلوهم ولاكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولاكن الله رمى وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم * ذالكم وأن الله موهن كيد الكافرين * إن تستفتحوا فقد جآءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين * ياأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون * ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون) *) 2 " * (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا) *) أي) مخفقين (متزاحفين بعضكم إلى بعض والتزاحف التداني والتقارب.
قال الأعشى:
لمن الضعائن سيرهن زحيف عرم السفين إذا تقاذف مقذف والزحف مصدر ولذلك لم يجمع كقولهم: قوم عدل ورضى " * (فلا تولوهم الأدبار) *) يقول: فلا تولوهم ظهوركم فتنهزموا عنهم ولكن اثبتوا لهم " * (ومن يولهم يومئذ دبره) *) ظهره وقرأ الحسن ساكنة " * (إلا متحرفا لقتال) *) أي متعطفا مستطردا لقتال عدوه بطلب عورة له تمكنه إصابتها فيكر عليه.
" * (أو متحيزا) *) منضما صابرا " * (إلى فئة) *) جماعة من المؤمنين يفيئون به بسهم إلى القتال " * (فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) *) واختلف العلماء في حكم قوله " * (ومن يولهم يومئذ دبره) *) الآية هل هو خاص في أهل بدر أم هو في المؤمنين جميعا.
فقال أبو سعيد الخدري: إنما كان ذلك يوم بدر خاصة لم يكن لهم
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»