تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٣٦
صحيفة مكتوبا من عند الله " * (فلمسوه بأيديهم) *) عاينوه معاينة ومسوه بأيديهم " * (لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) *) لما سبق فيهم من علمي " * (وقالوا لولا أنزل عليه) *) على محمد " * (ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر) *) أي لوجب العذاب وفرغ من هلاكهم لأن الملائكة لا ينزلون إلا بالوحي (والحلال) * * (ثم لا ينظرون) *) الكافرون ولا يمهلون.
قال مجاهد: لقضي الأمر أي لقامت الساعة.
وقال الضحاك: لو أتاهم ملك في صورته لماتوا.
وقال قتادة: لو أنزلنا المكارم ولم يؤمنوا لعجل لهم العذاب ولم يؤخروا طرفة عين " * (ولو جعلناه ملكا) *) يعني ولو أرسلنا إليهم ملكا " * (لجعلناه رجلا) *) يعني في صورة رجل آدمي لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة " * (وللبسنا) *) ولشبهنا وخلطنا " * (عليهم ما يلبسون) *) يخلطون ويشبهون على أنفسهم حتى يشكوا فلا يدرى أملك هو أم آدمي.
وقال الضحاك وعطية عن ابن عباس: هم أهل الكتاب فرقوا دينهم وكذبوا رسلهم وهو تحريف الكلام عن مواضعه فلبس الله عليهم ما لبسوا على أنفسهم.
وقال قتادة: ما لبس قوم على أنفسهم إلا لبس الله عليهم.
وقرأ الأزهري: وللبسنا بالتشديد على التكرير يقال: ألبست العرب ألبسه لبسا وإلتبس عليهم الأمر ألبسه لبسا " * (ولقد استهزىء برسل من قبلك) *) كما استهزىء بك يا محمد يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم " * (فحاق) *).
قال الربيع بن أنس: ترك. عطاء: أحل.
مقاتل: دار. الضحاك: إحاطة.
قال الزجاج: الحيق في اللغة ما اشتمل على الإنسان من مكروه فعله ومنه: يحيق المكر السيىء.
وقيل: وجب. والحيق والحيوق الوجوب.
" * (بالذين سخروا) *) هزئوا " * (منهم ما كانوا به يستهزئون) *). فحاق بالذين سخروا من المرسلين العذاب وتعجيل النقمة " * (قل) *) يا محمد لهؤلاء المكذبين المستهزئين " * (سيروا) *) سافروا في الأرض معتبرين " * (ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) *) أي آخر أمرهم وكيف أورثهم الكفر والكذب الهلاك والعذاب، يخوف كفار أهل مكة عذاب الأمم الماضية " * (قل لمن ما في السماوات والأرض) *) فإن أجابوك وإلا " * (قل لله) *) يقول يفتنكم بعدد الأيام لا (.....) والأصنام ثم قال " * (كتب ربكم) *) أي قضى وأوجب فضلا وكرما " * (على نفسه الرحمة) *).
وذكر النفس ها هنا عبارة عن وجوده وتأكيد وحد وارتفاع الوسائط دونه وهذا استعطاف
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»