تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٦
خالد بن دهقان عن أبي زكريا قال: سمعت أم (الدرداء) تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل ذنب عسى الله أن يغفر إلا من مات مشركا أو قتل مؤمنا متعمدا).
قال خالد بن دهقان: فقال هاني بن كلثوم: سمعت محمود بن ربيع يحدث عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل مؤمنا ثم اغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا).
قال خالد: سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: اغتبط بقتله، قال: هم الذين يقتتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى ولا يستغفر الله منه أبدا.
سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لا أعلم للقاتل توبة إلا أن يستغفر الله.
وروى أبو الأشهب عن سليمان بن علي الكلبي عن الحسن أنه قرأ هذه الآية " * (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل) *) إلى قوله " * (جميعا) *). هات يا أبا سعيد، أي علينا كما كانت على بني إسرائيل.
فقال: إي والله الذي لا إلاه إلا هو ما جعل دماء بني إسرائيل أكرم من دمائنا، فإن قيل: فما تقولون فيما روى سفيان عن المغيرة بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) *) قال: ما (نسخها) شيء.
وروى الحجاج عن ابن جريج عن القاسم بن أبي (بزة) أنه سأل سعيد: هل لمن قتل مؤمنا من توبة؟ فقال: لا، فنزلت عليه الآية " * (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر) *) إلى قوله " * (إلا من تاب) *).
قال سعيد: فقرأها علي ابن عباس (كما قرأتها) علي فقال: هذه مكية نسختها أي مدنية التي في سورة النساء.
وروى أبو الزناد عن خارجة بن زيد عن أبيه زيد بن ثابت قال: لما نزلت هذه الآية التي
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»