تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٣١٢
لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا * ياأيهآ الذين أوتوا الكتاب ءامنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارهآ أو نلعنهم كما لعنآ أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا * إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما * ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشآء ولا يظلمون فتيلا * انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا * ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هاؤلاء أهدى من الذين ءامنوا سبيلا * أولائك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) *) 2 " * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) *) نزلت في ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انوا يشربون الخمرة، ويشهدون الصلاة وهم نشاوى، فلا يدرون كم يصلون، ولا يدرون ما يقولون في صلواتهم، فأنزل الله عز وجل " * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) *) نشاوى من الخمر، جمع سكران، وقرأ النخعي: (جنبا) وهما لغتان.
" * (حتى تعلموا ما تقولون) *) وتقرؤون في صلاتكم، وكانوا بعد نزول هذه الآية يجتنبون السكر أوقات الصلاة، حتى نزل تحريم الخمر في سورة المائدة. سلمة بن نبيط عن الضحاك بن مزاحم: " * (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) *)، قال: لم يعن سكر الخمر، إنما يعني سكر النوم.
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا نعس أحدكم وهو في الصلاة، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإنه إذا صلى وهو ينعس، لعله يذهب فيستغفر فيسب نفسه).
هشام بن عروة أيضا عن أبيه عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا نعس الرجل وهو يصلي، فلينصرف فلعله يدعو على نفسه وهو لا يدري).
همام بن منبه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدر ما يقول، فليضطجع).
وروي عن عبيدة السلماني في هذه الآية أنه قال: هو الحاقن، دليله قوله صلى الله عليه وسلم (لا يصلين أحدكم وهو يدافع الأخبثين)
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»