تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٩
من الصلاة إلى الصلاة ومن الجمعة إلى الجمعة ومن رمضان إلى رمضان ومن الحج إلى الحج، كما قال صلى الله عليه وسلم (الصلاة الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنب الكبائر).
" * (وندخلكم مدخلا كريما) *) وهي الجنة.
وقرأ عاصم وأهل المدينة: (مدخلا) بفتح الميم وهو موضع الدخول.
وقرأ الباقون: بالضم على المصدر، معنى الأدخال.
وروي عن أبي هريرة وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر ثم قال: (والذي نفسي بيده) ثلاث مرات ثم سكت فأقبل كل رجل منا يبكي حزنا ليمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (ما من عبد يأتي بالصلوات الخمس ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر إلا فتحت له أبواب الجنة يوم القيامة حتى أنها لتصطفق) ثم تلا " * (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) *) الآية.
" * (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) *) الآية.
يقال: جاءت وافدة النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أليس الله رب الرجال والنساء وأنت رسول الله إليهم جميعا، فما بالنا يذكر الله الرجال ولا يذكر النساء؟ نخشى أن لا يكون فينا خير ولا لله فينا حاجة؟ فأنزل الله عز وجل هذه الآية، وقوله: " * (إن المسلمين والمسلمات) *) الآية، وقوله: " * (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن) *).
وقيل: لما جعل الله للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث، قالت النساء: نحن أحوج إلى أن يكون لنا سهمان وللرجال سهم، لأنا ضعفاء وهم أقوى وأقدر على طلب المعاش منا، فنزل الله هذه الآية.
وقال مجاهد: قالت أم سلمة: يا رسول الله يغزوا الرجال ولا نغزوا، وإنما لنا نصف الميراث، فليتنا رجال فنغزوا ونبلغ ما يبلغ الرجال، فنزلت هذه الآية.
وقال قتادة والسدي: لما نزل قوله: " * (للذكر مثل حظ الأنثيين) *)، قال الرجال: إنا لنرجوا أن يفضل علينا النساء بحسناتنا في الآخرة كما فضلنا عليهن في الميراث، فيكون أجرنا على الضعف من أجر النساء. وقالت النساء: إنا لنرجوا أن يكون الوزر علينا نصف ما على الرجال في الآخرة كما لنا الميراث على النصف من نصيبهم في الدنيا، فأنزل الله " * (للرجال نصيب مما اكتسبوا) *) من الثواب والعقاب " * (وللنساء) *)
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»