كذلك، قاله قتادة، وقال أيضا: هو أن الرجل يجزي بالحسنة عشرة والمرأة تجزي بها عشرا.
وقال ابن عباس: للرجال نصيب مما اكتسبوا من الميراث، وللنساء نصيب منه " * (للذكر مثل حظ الأنثيين) *)، والاكتساب على هذا القول بمعنى الإصابة والأحراز، فنهى الله تعالى عن التمني على هذا الوجه لما فيه من دواعي الحسد.
قال الضحاك: لا يحل لمسلم أن يتمنى مال أحد، ألم يسمع الذين قالوا: " * (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون) *) إلى أن قال " * (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس) *) حين خسف بداره وأمواله يقولون: " * (لولا أن من الله علينا لخسف بنا) *).
وقال الكلبي: لا يتمنى الرجل مال أخيه ولا امرأته ولا خادمه ولا دابته، ولكن ليقل: اللهم ارزقني مثله، وهو كذلك في التوراة، وذلك قوله في القرآن: " * (واسألوا الله من فضله) *).
قرأ ابن كثير وخلف والكسائي: (وسلوا الله) وسل وفسل بغير همزة فنقل حركة الهمزة إلى السين.
الباقون: بالهمزة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سلوا الله من فضله فإنه يحب أن يسأل وأن من أفضل العبادة انتظار الفرج).
أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يسأل الله عز وجل من فضله غضب عليه).
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت: سلوا ربكم حتى الشبع من لم ييسره الله لم يتيسر.
وقال سفيان بن عيينة: لم يأمر بالمسألة إلا ليعطي.
" * (ولكل جعلنا موالي) *) أي ولكل واحد من الرجال والنساء موالي، أي عصبة يرثونه " * (مما ترك الوالدان والأقربون) *) من ميراثهم له، والوالدون والأقربون على هذا التأويل هم الموروثون، وقيل: معناه ولكل جعلنا موالي، أي قرابة من الذين تركهم، ثم فسر الموالي فقال: " * (الوالدان والأقربون) *) أي هم الوالدان والأقربون خبر مبتدأ محذوف فالمعنى: من تركة الوالدان والأقربون، وعلى هذا القول هم الوارثون " * (والذين عقدت) *) في محل الرفع بالابتداء، والمعاقدة هي المعاهدة بين اثنين