" * (من نسائكم اللاتي دخلتم بهن) *) أي جامعتموهن " * (فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم) *) نكاح بناتهن إذا طلقتموهن أو متن عنكم.
روى الزهري عن عروة: أن زينب بنت أبي سلمة وأمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت: يا رسول الله انكح أختي قالت: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (أو تحبين ذلك؟) قلت: نعم ليست لك بمخلية وأحب من يشاركني في خير أختي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن ذلك لا يحل لي). فقلت: والله يا رسول الله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة فقال: (بنت أم سلمة؟) فقلت: نعم، قال: (والله إنها لو تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لبنت أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن).
" * (وحلائل أبنائكم) *) يعني أزواج أبنائكم، والذكر حليل، وجمعه أحله وأحلاء، مثل عزيز وأعزة وأعزاء، وإنما سمي بذلك لأن كل واحد منهما حلال لصاحبه، يقال: حل وهو حليل، مثل صح وهو صحيح، وقيل: سمي بذلك لأن كل واحد منهما يحل حيث يحل صاحبه من الحلول وهو النزول، وقيل: لأن كل واحد منهما يحل إزار صاحبه، من الحل وهو ضد العقد.
قال الشاعر:
يدافع قوما على مجدهم دفاع الحليلة عنها الحليلا يدافعه يومها تارة ويمكنه رجلها أن يشولا " * (الذين من أصلابكم) *) دون من تبنيتموهم.
قال عطاء: نزلت في محمد صلى الله عليه وسلم حين نكح امرأة زيد بن حارثة.
" * (وأن تجمعوا بين الأختين) *) حرتين كانتا بالعقد أو أمتين بالوطئ " * (إلا ما قد سلف) *).
قال عطاء والسدي: يعني إلا ما كان من يعقوب (عليه السلام)، فإنه جمع بين ليا أم يهوذا وراجيل أم يوسف وكانتا أختين.
" * (إن الله كان غفورا رحيما والمحصنات من النساء) *) الآية.
قال عمرو بن مرة: قال رجل لسعيد بن جبير: أما رأيت ابن عباس حين يسأل عن هذه الآية " * (والمحصنات من النساء) *) فلم يقل فيها شيئا، فقال سعيد: كان لا يعلمها.
وقال مجاهد: لو أعلم من يفسر في هذه الآية لضربت إليه أكباد الإبل، قوله تعالى: " * (والمحصنات من النساء) *)) .