تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٧
السماوات والأرض ربنا) *) أي ويقولون " * (ربنا لا تزغ قلوبنا) *) لا تملها عن الحق والهدى، كما ازغت قلوب اليهود والنصارى، والذين في قلوبهم زيغ.
يقال: زاغ يزيغ ازاغة إذا مال.
وزاغ تزيغ زيغا وزيوغا وزيغانا إذا حال.
" * (بعد إذ هديتنا) *): وفقنا لدينك، والإيمان بالمحكم والمتشابه من كتابك.
" * (وهب لنا من لدنك رحمة) *): وآتنا من لدنك رحمة وتوفيقا وتثبيتا للذي نحن عليه من الهدى والإيمان.
وقال الضحاك: تجاوزا ومغفرة الصدق (.....) على شرط السنة.
" * (إنك أنت الوهاب) *): تعطي. وفي الآية رد على القدرية.
وروى عن أسماء بنت يزيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه: (اللهم (يا) مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
قالت: فقلت: يا رسول الله وإن القلوب لتقلب؟. قال: نعم ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله عز وجل فإن شاء أزاغه، وإن شاء أقامه على الحق، فنسأل الله تعالى أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب.
قالت: قلت: يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي؟
قال: بلى قولي: (اللهم رب محمد النبي، اغفر لي ذنبي، واذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتني).
وعن أبي موسى الأشعري قال: وإنما مثل القلب مثل ريشة بفلاة من الأرض.
خالد بن معدان عن أبي عبيدة بن الجراح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلب في اليوم سبع مرات
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»