تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٢٣
وعن عبد الله بن عمر عن درة بنت أبي لهب قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال: يا رسول الله من خير الناس؟ قال: (أأمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأتقاهم لله تعالى، وأوصلهم لأرحامه).
عن ابن عباس قال: قلنا: يا رسول الله، ما نعمل نأتمر بالمعروف حتى لا يبقى من المعروف شيء إلا ائتمرنا به، وننتهي عن المنكر حتى لا يبقى من المنكر شيء إلا انتهينا عنه، ولم نأمر بالمعروف ولم ننه عن المنكر، فقال: (مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به، وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه كله).
الشعبي عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل الفاسق في القوم كمثل قوم ركبوا سفينة فاقتسموها فصار لكل إنسان منها نصيب فأخذ رجل منهم فأسا فجعل ينقر في موضعه، وقال له أصحابه: أي شيء تصنع، تريد أن تغرق وتغرقنا؟ قال: هو مكاني، فإن أخذوا على يده نجوا ونجا وإن تركوه غرق وغرقوا).
وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشنآن الفاسقين؛ فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق، ومن شنأ المنافقين وغضب لله عز وجل غضب الله تعالى له).
وقال أبو الدرداء: لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطانا ظالما لا يجل كبيركم ولا يرحم صغيركم ويدعو خياركم فلا يستجاب لهم، ويستنصرون فلا ينصرون، ويستغفرون فلا يغفر لهم.
وقال حذيفة اليماني: يأتي على الناس زمان لئن يكون فيهم جيفة حمار أحب إليهم من مؤمن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.
وقال الثوري: إذا كان الرجل محببا في جيرانه محمودا عند القوم فاعلم أنه مداهن.
" * (ولا تكونوا كالذين تفرقوا) *) الآية قال أكثر المفسرين: هم اليهود والنصارى. وقال بعضهم: هم المبتدعة من هذه الأمة. عن عبد الله بن شداد قال: وقف أبو أمامة وأنا معه على رؤوس الحرورية بالشام عند باب حمص أو دمشق فقال لهم كلاب النار، كلاب النار مرتين أو ثلاثة شر قتلى تظل السماء وخير قتلى قتلاهم. (قيل): أشيء من قبل رأي رأيته أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن هو من جل رأي رأيته، إني إذن لجريء إن لم أسمعه من رسول
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»