تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٠
عزير: ياهذه أهذا منزل عزير؟
قالت: نعم هذا منزل عزير وبكت وقالت: ما رأيت أحدا من كذا وكذا سنة يذكر عزيرا وقد نسيه الناس، قال: فإني أنا عزير.
قالت: سبحان الله إن عزيرا قد فقدناه من مائة سنة فلم نسمع بذكره.
قال: فإني أنا عزير كان الله عز وجل أماتني مائة سنة ثم بعثني.
قالت: فإن عزيرا كان مستجاب الدعوة يدعو للمريض وصاحب البلاء بالعافية والشفاء، فادع الله حتى يرد علي بصري حتى أراك فإن كنت عزيرا عرفتك، قال: فدعا ربه ومسح يده على عينيها ففتحت وأخذ بيدها وقال: قومي بإذن الله، فاطلق الله عز وجل رجليها فقامت صحيحة بإذن الله كأنها نشطت من عقال، فنظرت فقالت: أشهد إنك عزير، فانطلقت إلى محلة بني إسرائيل وهم في أنديتهم ومجالسهم، وابن لعزير شيخ ابن مائة سنة وثمانية عشر سنة وبني بنيه شيوخ في المجلس فنادت: هذا عزير قد جاءكم، فكذبوها.
فقالت: أنا فلانة مولاتكم دعا لي ربه عز وجل فرد علي بصري وأطلق رجلي وزعم إن الله تعالى كان أماته مائة سنة ثم بعثه.
قال: فنهض الناس فأقبلوا إليه، فقال ابنه: كانت لأبي شامة سوداء مثل الهلال بين كتفيه، فكشف عن كتفيه فإذا هو عزير.
قال (قتادة ومقاتل) والسدي والكلبي: هو أن عزيرا رجع إلى قريته وقد أحرق بخت نصر التوراة ولم يكن من الله تعالى عهد بين الخلق فبكى عزير على التوراة، فأتاه ملك بأناء فيه ماء فسقاه من ذلك الإناء فمثلت التوراة في صدره، فرجع إلى بني إسرائيل، وقد علمه الله التوراة وبعثه نبيا.
فقال: أنا عزير، ولم يصدقون.
وقال: حدثنا أبائنا إن عزيرا مات بأرض بابل.
فقال: أنا عزير بعثني الله إليكم لأجدد لكم توراتكم.
فقالوا: أملها علينا إن كنت صادقا، فأملاها عليهم من ظهر قلبه.
وقال رجل منهم: حدثني أبي عن جدي أنه دفن التوراة يوم سبينا في خابية في كرم لأبي، فإن أريتموني كرم جدي أخرجتها لكم، فأروه، فأخرجها لهم، فعارضوها بما أملى عزير فما اختلفا في حرف، ولم يقرأ التوراة منذ أنزلت عن ظهر قلبه إلى هذا اليوم غير عزير.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»