وعن علي بن الحسين زين العابدين قال: حدثنا أبي سيد شباب أهل الجنة قال: حدثنا أبي سيد الأوصياء قال: حدثنا محمد سيد الأنبياء قال: ((الإيمان قول مقول وعمل معمول وعرفان بالعقول واتباع الرسول)).
واما الغيب فهو ما كان مغيبا عن العيون محصلا في القلوب وهو مصدر وضع موضع الاسم فقيل للغائب غيب كما قيل للصائم: صوم وللزائر: زور وللعادل: عدل.
الربيع بن أبي العالية * (يؤمنون بالغيب) * قال: يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث فهذا غيب كله.
عمر بن الأسود عن عطاء بن أبي رباح: * (الذين يؤمنون بالغيب) * قال: بالله من آمن بالله فقد آمن بالغيب.
سفيان عن عاصم بن أبي النجود في قوله * (يؤمنون بالغيب) * قال: الغيب: القرآن. وقال الكلبي: بما نزل من القرآن وبما لم يجئ بعد.
الضحاك: الغيب لا آله إلا الله وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وقال زر بن حبيش وابن جريج وابن واقد: يعني بالوحي نظيره قوله تعالى: * (أعنده علم الغيب فهو يرى) * وقوله: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا) * وقوله: * (وما هو على الغيب بضنين) *.
الحسن: يعني بالآخرة. عبد الله بن هاني: هو ما غاب عنهم من علوم القرآن.
وروى زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فقال: ((أتدرون أي أهل الأيمان أفضل؟)) قالوا: يا رسول الله الملائكة قال: ((هم كذلك وحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله تعالى بالمنزلة التي أنزلهم بل غيرهم)).
قلنا: يا رسول الله الأنبياء؟ قال: ((هم كذلك وحق لهم ذلك وما يمنعهم بل غيرهم)) قلنا: يا رسول الله فمن هم؟ قال: ((أقوام يأتون من بعدي هم في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يرونني يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا)).
وروى حسن إن الحرث بن قيس عن عبد الله بن مسعود: عند الله يحتسب ما سبقتمونا إليه يا أصحاب محمد من رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله بن مسعود: نحن عند الله نحتسب إيمانكم بمحمد " ولم تروه ثم قال عبد الله: إن أمر محمد كان بينا لمن رآه والذي لا اله إلا