تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١ - الصفحة ١٣٢
ووجه القول القديم ما روى سفيان عن عاصم بن أبي النجود عن ذكوان عن أبي هريرة وعائشة أنهما كانا يأمران بالقراءة وراء الإمام إذا لم يجهر. واحتج أبو حنيفة وأصحابه بما أخبرنا عبد الله بن حامد أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا الوليد ابن حماد اللؤلؤي: حدثنا الحسن بن زياد اللؤلؤي: حدثنا أبو حنيفة عن الحسن عن عبد الله بن شداد بن الماد عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صلى خلف امام فإن قراءة الإمام له قراءة)).
وأخبرنا عبد الله بن حامد أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا محمد بن أيوب أخبرنا أحمد بن يونس حدثنا الحسن بن صالح عن جابر الجعفي عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان له إمام فقراءته له قراءة)).
فإما حديث عبد الله بن شداد فهو مرسل رواه شعبة وزائدة وابن عينية وأبو عوانة وإسرائيل وقيس وجرير وأبو الأحوص مرسلا والمرسل لا تقوم به حجة والوليد بن حماد والحسن لا يدري من هما. وأما خبر جابر الجعفي فهو ساقط قال زائدة: جابر كذاب وقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب من جابر. وقال ابن عينية: كان جابر لا يوقن بالرجعة.
وقال شعبة: قال لي جابر: دخلت إلى محمد بن علي فسقاني شربه وحفظت عشرين ألف حديث. ولا خلاف بين أهل النقل في سقوط الاحتجاج بحديثه.
وقد روي عن جابر بن عبد الله ما خالف هذه الأخبار أخبرنا عبد الله بن حامد أخبرنا أبو بكر بن إسحاق حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن يحيى أخبرنا سعد بن عامر عن شعبة عن مسعر عن يزيد بن الفقير عن جابر بن عبد الله قال: كنا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام ومحال أن يروي جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قراءة الإمام قراءة المأموم ثم يقرأ خلف الإمام ويأمر به مخالفة للنبي صلى الله عليه وسلم.
واحتجوا أيضا بما روي عن عاصم بن عبد العزيز عن أبي سهيل عن عوان عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يكفيك قراءة الإمام جهر أو لم يجهر)).
وهذا الحديث أيضا لا يثبته أهل المعرفة بالحديث لأنه غير متن الحديث وإنما الخبر الصحيح فيه عن أبي هريرة ما أخبرنا أبو عمرو الفراتي أخبرنا الهيثم بن كليب حدثنا العباس ابن محمد الدوري حدثنا بشر بن كلب حدثنا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»