" * (وويل لهم مما يكسبون) *) من المأكول ولفظة الأيدي للتأكيد كقولهم مشيت برجلي ورأيت بعيني. قال الله تعالى: " * (ولا طائر يطير بجناحيه) *).
قال الشاعر:
نظرت فلم تنظر بعينك منظرا وقال أبو مالك: نزلت هذه الآية في الكاتب الذي يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان قرأ البقرة وآل عمران، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يملي: غفورا رحيما، فيكتب: عليما حكيما، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم (اكتب كيف شئت) ويملي عليه: عليما حكيما، فيكتب: سميعا بصيرا، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم (اكتب كيف شئت) قال: فارتد ذلك الرجل عن الإسلام ولحق بالمشركين.
قال: أما يعلمكم محمد صلى الله عليه وسلم أن كنت لأكتب ما شئت أنا، فمات ذلك الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الأرض لا تقبله).
قال: فأخبرني أبو طلحة: إنه أتى الأرض التي بات فيها فوجده منبوذا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا؟ قالوا: دفناه مرارا فلم تقبله الأرض.
2 (* (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون * بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولائك أصحاب النار هم فيها خالدون * والذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولائك أصحاب الجنة هم فيها خالدون * وإذ أخذنا ميثاق بنىإسرءيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذى القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلواة وءاتوا الزكواة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون * وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمآءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون) *) 2 " * (وقالوا) *) يعني اليهود.
" * (لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) *) قدرا مقدرا ثم يزول عنا العذاب وينقطع، واختلفوا في هذه الأيام ما هي.
وقال ابن عباس ومجاهد: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود يقولون: مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما واحدا ثم ينقطع العذاب بعد سبعة أيام، فأنزل الله تعالى هذه الآية.