" * (بالذي هو خير) *) أشرف وأفضل، ومعناه: أتتركون الذي هو خير وتريدون الذي هو شر، ويجوز أن يكون هذا الخير والشر منصرفين إلى أجناس الطعام وأنواعه، ويجوز أن يكونا منصرفين إلى اختيار الله لهم، واختيارهم لأنفسهم.
" * (اهبطوا مصرا) *) يعني فإن أبيتم إلا ذلك فاهبطوا مصرا من الأمصار، ولو أراد مصر بعينها لقال: (مصر) ولم يصرفه كقوله " * (ادخلوا مصر إن شاء الله) *) وهذا معنى قول قتادة.
الضحاك: هي مصر موسى وفرعون.
وقال الأعمش: هي مصر التي عليها صالح بن علي ودليل هذا القول: قراءة الحسن وطلحة: (مصر) بغير تنوين جعلاها معرفة، وكذلك هو في مصحف عبد الله وأبي بغير ألف، وإنما صرف على هذا القول لخفته وقلة حروفه مثل: دعد وهند وحمل ونحوها. قال الشاعر:
وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به بين النهار وبين الليل قد فصلا " * (فإن لكم ما سألتم) *) من نبات الأرض.
" * (وضربت) *) جعلت. " * (عليهم) *) وألزموا. " * (الذلة) *) الذل والهوان. قالوا: بالجزية، يدل عليه قوله: " * (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) *) وقال (.....): هو الكستيبنج وزنة اليهودية.
" * (والمسكنة) *) يعني ذي الفقر. (فتراهم) كأنهم فقراء وأن كانوا مياسير، وقيل: المذلة وفقر القلب فلا يرى في أهل الملل أذل ولا أحرص على المال من اليهود، والمسكنة مفعلة من السكون، ومنه سمي الفقير مسكينا لسكونه وقلة حركاته. يقال: ما في بني فلان أسكن من فلان، أي أفقر.
" * (وبآءوا بغضب من الله) *) أي رجعوا في قول الكسائي وغيره. أبو روق: استحقوا والباء صلة.
أبو عبيدة: احتملوا وأقروا به، ومنه الدعاء المأثور: (أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، وغضب الله عليهم: ذمه لهم وتوعده إياهم في الدنيا، وإنزال العقوبة عليهم في العقبى، وكذلك بغضه وسخطه