تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١ - الصفحة ١٩١
قال الزجاج: كانت اليهود تزعم أن آباءها الأنبياء تشفع لهم عند الله عز وجل، فأيأسهم الله من ذلك.
2 (* (وإذ نجيناكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبنآءكم ويستحيون نسآءكم وفى ذالكم بلاء من ربكم عظيم * وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا ءال فرعون وأنتم تنظرون * وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون * ثم عفونا عنكم من بعد ذالك لعلكم تشكرون * وإذ ءاتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون * وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذالكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم) *) 2 " * (وإذ نجيناكم) *) يعني أسلافكم وآباءكم فأعتدها منة عليهم؛ لأنهم نجوا بنجاتهم، ومآثر الآباء مفاخر الأبناء.
وقوله: " * (فأنجيناكم) *): أصله ألقيناكم على النجاة وهو ما ارتفع واتسع من الأرض هذا، هو الأصل، ثم سمي كل فائز ناجيا كأنه خرج من الضيق والشدة إلى الرخاء والراحة.
وقرأ إبراهيم النخعي: وإذ نجيناكم على الواحد.
" * (من آل فرعون) *): أي أشياعه وأتباعه وأسرته وعزته وأهل دينه، وأصله من الأول وهو الرجوع كأنه يؤول إليك، وكان في الأصل همزتان فعوضت من إحداهما مد وتخفيف.
وفرعون: هو الوليد بن مصعب بن الريان، وكان من العماليق.
" * (يسومونكم سوء العذاب) *) يعني يكلفونكم ويذيقونكم أشد العذاب وأسوأه، وذلك أن فرعون جعل بني إسرائيل خدما وعبيدا وصنفهم في أعمالهم. فصنف يبنون، وصنف يحرثون ويزرعون، وصنف يخدمون، ومن لم يكن منهم في عمل من هذه الأعمال فعليه الجزية.
" * (يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم) *).
وقرأ ابن محيصن: بالتخفيف فتح الياء والباء من الذبح، والتشديد على التكثير، وذلك أن فرعون رأى في منامه كأن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقتها وأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل، فهاله ذلك، ودعا بالسحرة والكهنة وسألهم عن رؤياه فقالوا: إنه يولد في بني إسرائيل غلام يكون على يده هلاكك وزوال ملكك وتبديل دينك، فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل، وجمع القوابل من أهل مملكته فقال لهن: لا
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»