تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٠
قال الواسطي: الصمد الذي لا يستحرق، ولا يستغرق ولا يفترض عليه القواطع والعلل.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم يقول: قال ابن عطاء: * (قل هو الله أحد) * ظهر لك منه التوحيد، * (الله الصمد) * ظهر لك منه المعرفة، * (لم يلد) *، ظهر لك منه الإيمان، * (ولم يولد) * ظهر لك منه الإسلام، * (ولم يكن له كفوا أحد) * ظهر لك منه اليقين.
وقال الجنيد رحمه الله: الصمد الذي لا تدركه حقيقة نعوته وصفاته كما قال: * (ولا يحيطون به علما) * [طه: 110].
قال بعضهم: * (قل هو الله أحد) * على سبيل انه معبود بالرسم، وهو وراء الرسم فجل عن أن يشار إليه بذكر التأله.
وقال بعضهم: * (الصمد) * المصمود إليه في الحوائج، والذي * (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) * الذي لا نظير له في ذات، ولا فعل.
سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول: وجدنا أنواع الشرك على ثمانية أنواع: التنقص، التقلب، والكثرة، والعدد، والعلة، والمعلول، والأشكال، والأضداد فنفى عز وجل عن صفته نوع الكثرة، والعدد بقوله: * (قل هو الله أحد) * ونفى التقلب والتنقص بقوله: * (الله الصمد) * ونفى العلل والمعلول بقوله: * (لم يلد ولم يولد) * ونفى الاشكال والأضداد بقوله: * (ولم يكن له كفوا أحد) *.
ويقال سمى سورة الإخلاص لأنه أخلص فيها معاني التوحيد.
وقيل: الأحد للعامة، والواحد للفضل.
وقيل: * (الصمد) * الذي لا يستغنى عنه في شيء من الأشياء.
وقيل: * (الصمد) * الذي آيست العقول من الاطلاع عليه.
وقال الحسين بن الفضل: * (الصمد) * الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء.
وقال بعضهم: الصمدية القطع بالإياس عن المطالعة والوقوف على شيء من لطائف الصفات، وقيل: * (الصمد) * الذي لا يؤثر فيه شيء.
وقيل: * (الصمد) * الذي لا يتغير بإظهار الكون لأن الحدث لا يحدث لله صفة لم تكن.
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 » »»