تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٥
ما ذكر في سورة البلد بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد) * [الآية: 1، 2].
أي بحلولك بها اقسم، فبك عظم البلد، كما سماها طابة، طابت به وبمكانه.
قال ابن عطاء رحمه الله: اقسم الله بالمدينة لطيبها، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم سماها طيبة، وشرفها بأن جعل تربة رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، ومقامه فيها، وهجرته إليها فقال: * (بهذا البلد) * الذي شرفته بمكانك حيا، وببركاتك ميتا.
قوله تعالى: * (لقد خلقنا الإنسان في كبد) * [الآية: 4].
قال ابن عطاء رحمه الله: في ظلمة وجهد.
وقال جعفر: في بلاء وشدة.
وقال محمد بن علي الترمذي: مضيعا لما يعنيه، مشتغلا بما لا يعنيه.
وقال بعضهم: ما دام الإنسان قائما بطبعه، واثقا حاله فإنه في ظلمة وبلاء فإذا فنى عن أوصاف انسانيته يعني طبائعه عنه صار في راحة، وذلك قوله: * (لقد خلقنا الإنسان في كبد) *.
قوله تعالى: * (ألم نجعل له عينين) * [الآية: 8].
قال ابن عطاء رحمه الله: عينا في رأسه يصبر بها آثار الصنع، وعينا في قلبه يرى بها مواقع الغيب.
قال الواسطي رحمه الله: عينا يرى بها الأكوان وعينا خاصا في محل الخاص يرى بها المكون.
قوله تعالى: * (فلا اقتحم العقبة) * [الآية: 11].
قال القاسم: العقبة: نفسك، ألا ترى إلى قوله: * (وما أدراك ما العقبة فك رقبة) *
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»