قال سهل: لا يدع مع الله شريكا أي ليس لأحد معي شركة في بيتي أن يمنع عبادي عن دعوتي كذلك ما كان لله على هذه الجهة ليس لأحد فيه سبيل أن يمنع منه.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء:
مساجدك اعضاؤك التي أمرت أن تسجد عليها لا تخضعها ولا تذلها لغير خالقها.
قوله تعالى: * (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا) * [الآية: 21].
قال الجنيد: كيف املك لكم شيئا وانا عاجز أن املكه لنفسي إلا ما ملكته.
وقال ابن عطاء: لا أملك لمن يحقق في الإيمان ضرا ولا لمن يحقق في الكفر رشدا.
قوله تعالى: * (قل إني لن يجيرني من الله أحد) * [الآية: 22].
قال القاسم: هذه لفظة تدل على الإخلاص والتوحيد، إذ التوحيد هو صرف النظر إلى الحق لا غير وهذا لا يصح إلا بالإقبال على الله والإعراض عما سواه والاعتماد عليه دون ما عداه.
قوله تعالى: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا) * [الآية: 26].
قال بعضهم: أخفى الحق الغيب عن الخلق فلم يطلع عليه أحدا من عباده إلا الأولياء على طرف منه بإخبار صدق أو تلقف من الحق والأولياء الامناء أصحاب الفراسة الصادقة فإنهم ينظرون بنور الغيب فيحكمون على الغيب.
سئل الجنيد عن هذه الآية. فقال: هذا قولي فيه وأنشأ يقول:
* تحيرت القلوب لذي علوم * حقوق بيانها محو الصفات * * ستبدي ما توارى عن أناس * ويخبر علمها قوم ثقات * * فيا لك مغنهم فصل لوصل * صفات لاحقات بالصفات * * فما لي علم ماض على * وما للحق رفعى في الذوات * ثم قال: كل علم يشرح فهو عموم وكل علم علم ولم يشرح فهو خصوص وذلك أن الأوامر مشروحة والحقائق معلومة لأن الأمر منقول والحق مشار إليه من جهة العموم وموجود من جهة الخصوص وهو سماء العموم وهو أرض الخصوص والإشارة وراء ذلك والكل صغير فيها.
قول: * (واحصى كل شيء عددا) * [الآية: 28].
وقال البزاز: هو أوجدها فأحصاها عددا.