تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢٥١
سئل عن معنى قوله: * (فاعلم أنه لا إله إلا الله) * قال: إن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الخلق إليه فلما دعا الخلق إليه دعا من نفسه إليه بقوله: * (فاعلم أنه لا إله إلا الله) * أي أنت تدعو الخلق إلى وأنا أدعوك من نفسك إلي.
سمعت عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا عثمان يقول في هذه الآية: إذا قيل للعالم أعلم يراد به اذكر لأن كل مؤمن عالم أن لا إله إلا الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد العلماء واعلم العلماء وإنما يراد به: اذكر انه لا إله إلا هو. وازداد ذكرا أن لا إله إلا هو فإن من ذكره في نفسه وذكره في ذكر حتى يسقط كل مذكور عن قلبه إلا الله الواحد الأحد الصمد في ذلك الوقت فإن خطر بباله غيره استغفر منه ومنه قوله: ' إنه ليغان على قلبي '.
وقال أبو سعيد القرشي طلب الحق من النبي صلى الله عليه وسلم حضور القلب وان يليه علمه عما سواه.
وقال الحسين: * (فاعلم أنه لا إله إلا الله) * علما على جهل لأن العلوم في الله لا تتناهى.
وقال ابن خفيف: أقام العالم في شاهد الخطاب فوحدوه موحدا ووحد نفسه بتوحيد نفسه فوحدوه بما وحد نفسه إذا كان واحدا وذلك مبلغ كشف الحق له في أحديته قبل النقل له في فردانيته لخلوص إفراده لمفرد به إليه * (إليه يرجع الأمر كله فاعبده) *.
قوله تعالى: * (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) * [الآية: 24].
قال ابن عطاء: القلوب قلوب اقفلت عن التدبر وألسن منعت عن التلاوة واسماع صمت عن الاستماع ومن القلوب قلوب كشفت عنها الغطاء فلا يكون لها راحة إلا في تلاوة القرآن واستماعه والتدبر فيه فشتان ما بين الجانبين.
قال ابن عطاء: المتدبر الناظر في دبر الأشياء وعواقبها وأواخرها ليغيب عن شواهد أوائلها مشاهدها ليشهد ما عدم.
قال سهل: علامة التوحيد أن يجتهد في الخدمة ويفوض الأمر إليه ويقول: إن الله
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»