بوقع الصفة عليه، شاهدهم بشهود الحق وذهب عنه صفة آدميته، أي: لما عاين ما أطلعه الله عليه من مشاهدته غاب عن صفته لأنه صار غير آدمي فتكلم بالعلوم كلها.
قال الواسطي: سقمت البصائر عند موت محمد صلى الله عليه وسلم إلا من رجل واحد فضل عليهم وهو الداعي إلى الله على البصيرة، وهو أبو بكر رضي الله عنه فكأن هذه الآية خص هو بها، وعجزت الأمة عن ذلك لضعف تحايزها ووهن بصائرها وبأن فضيلة أبي بكر رضي الله عنه بذلك وهو قوله: ' من كان يعبد محمدا فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات '.
قوله تعالى: * (من كان يريد ثواب الدنيا نؤته منها) *.
قيل: ثواب الدنيا: العافية والإكثار منها.
وقيل: إلهام شكر النعمة.
* (ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها) *: ثواب الآخرة: الجنة ونعيمها.
قوله تعالى: * (بلى والله مولاكم) * [الآية: 150].
قال ابن عطاء: معينكم على ما حملكم من أوامره ونواهيه.
قال جعفر: متولى أموركم بدءا وعاقبة وهو خير الناصرين.
قال ابن عطاء: خير الناصرين لكم على أنفسكم وهواكم ومرادكم.
قال بعضهم: ' نعم المولى ' حيث لم يطالبهم بحقيقة ما تحملوا من الأمانات حين أشفق من حملها السماوات والأرض ' ونعم النصير ' حين نصرهم إلى بلوغ رشدهم.
قوله تعالى: * (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) * [الآية: 152].
قيل: قرئت هذه الآية بين يدي الشبلي فقال: أواه قطع طريق الخلق إليه ورد الأشباح إلى قيمها.