قوله عز وجل: * (تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) * [الآية: 25].
قال الواسطي: النفس كانت مواتا فأحييت وكانت جاهلة فعلمت، وكانت عمياء فبصرت بقوله: * (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) * فنضرت بالتوحيد وابتهجت بالتفريد، والله الفعال لما يريد هذا تفسير قوله: * (تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) *.
قوله عز وجل: * (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة) * [الآية: 26].
قال محمد بن علي: الشجرة الخبيثة اللسان، ما لم يقطعها المؤمن بسيف الخوف، فإنها تثمر أبدا الكلمات الخبيثة.
قال بعضهم: الشجرة الخبيثة النفاق وهي التي لا تقر قرارا حتى يهوي بصاحبها إلى النار.
قال ابن عطاء: الشجرة الخبيثة الشهوات وأرضها النفوس وماؤها الأمل وأوراقها الكسل، وثمارها المعاصي وغايتها النار.
قوله عز وجل: * (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) * [الآية: 27].
قال: يثبت الله الذين آمنوا: على مقدار المواجيد يكون المخاوف والأمن، ولم ينزع الخوف ولا انفلت منه أحد لحظة، وما من أحد يسعى إلا خاف عقبى سعيه وهو الذي لا يخاف عقباها، فمن أثبته بالقول أسقط عنه تلك المخاوف.
قوله عز وجل: * (ويفعل الله ما يشاء) * [الآية: 27].
قال بعضهم: الخلق كلهم مجبورون تحت القدرة، ومقهورون على الجبروت، ليس إليهم من أمورهم شيء ممنوعون عما يريدون مقضي عليهم بما يكرهون، هذا من آثار العبودية والله مدبر الأمور ومبدئها ومنشئها أنشأها على إرادته وأبداها على مشيئته لا ناقض لما أبرم فالأفعال على الحقيقة فعله، والكون صنعه، لا علة لفعله ولا لصنعه.
قوله عز وجل: * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) * [الآية: 28].
قال أبو عثمان: أجهل الخلق بنعمة الله من استعملها في أنواع المعاصي ولم يقم بشكرها من أن يعمل بها في طاعة الله تعالى.