تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٥ - الصفحة ٧٣
قواريرا بصرف الأول فلأنه رأس آية، ومن صرف الثاني أتبع اللفظ اللفظ؛ لأن العرب ربما قلبت إعراب الشيء؛ لتتبع اللفظة اللفظة، وكذلك قوله: * (إنا اعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا) * الأجود في العربية: ألا يصرف ولكن لما جعلت رأس آية صرفت ليكون آخر الآي على لفظ واحد.
* (قدروها تقديرا) * أي: في أنفسهم فأتتهم على نحو ما قدروا واشتهوا من صغار وكبار وأوساط، هذا تفسير قتادة * (ويسقون فيها كأسا) * وهي الخمر * (كان مزاجها زنجبيلا) * أي: طعم ذلك المزاج طعم الزنجبيل. * (عينا فيها تسمى سلسبيلا) * السلسبيل: اسم العين.
قال محمد: المعنى: (يسقون عينا سلسبيلا)، وكانت العرب تستطيب الزنجيل، وتضرب به المثل وبالخمر ممتزجين، فخاطبهم الله بما كانوا يعرفون ويستحبون في الدنيا، يقول: لكم في الآخرة مثل ما تستحبون في الدنيا إن آمنتم، والسلسبيل في اللغة صفة لمكان غاية في السلامة وصرف؛ لأنه رأس آية.
تفسير سورة الإنسان من آية (19 - 22)
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»