تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٥ - الصفحة ٥٧
قال: أولست أكثر منهم مالا وولدا قال: فإنهم يقولون إنك قلت الذي قلت؛ لتصيب من فضول طعام محمد وأصحابه. قال: والله ما يشبعون من الطعام فأي فضل يكون لهم ولكني أكثرت الحديث فيه فإذا الذي يقول سحر وقول بشر فاجتمع إليه قومه فقالوا: كيف يا أبا المغيرة يكون قوله سحر أو قول بشر؟ قال: أذكركم الله هل تعلمون أنه فرق بني فلانة وزوجها، وبين فلان وابنه، وبين فلان وابن أخيه، وبين فلان مولى بني فلان وبين مواليه - يعني من أسلم؟ فقالوا: اللهم نعم، قد فعل ذلك قال: فهو ساحر فأنزل الله فيه * (إنه فكر وقدر فقتل) * أي: فلعن * (كيف قدر) * * (ثم قتل) * لعن * (كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر) * كلح.
قال محمد: (عبس وبسر) أي: قطب وكره، يقال: بسر وبسر، وأصل الكلمة من قولهم: بسر الفحل الناقة إذا ضربها قبل وقتها.
* (ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا) * يعني: القرآن * (إلا سحر يؤثر) * يروى * (إن هذا إلا قول البشر) * يعنون: عداسا غلام عتبة كقوله: * (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر) * هو عداس في تفسير الحسن قال: * (سأصليه سقر) * وسقر اسم من أسماء جهنم * (وما أدراك ما سقر) * أي: أنك لم تكن تدري ما سقر؛ حتى أعلمتك * (لا تبقي ولا تذر) * لا تبقي إذا دخلها شيئا من لحمه ودمه وشعره وبشره وعظامه وأحشائه؛ حتى تهجم على الفؤاد فيصيح الفؤاد فإذا انتهت إلى فؤاده لم تجد شيئا تتعلق به، ثم يجدد الله خلقه فتأكله أيضا * (لواحة للبشر) * أي: محرقة للجلد.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»