تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٤ - الصفحة ١٢٩
يحيى: عن أبان بن أبي عياش, عن أبي العالية الرياحي, عن أبي بن كعب قال:
' يجيء الرب - تبارك وتعالى - يوم القيامة في ملائكة السماء السابعة, لا يعلم عددهم إلا الله, فيؤتى بالجنة مفتحة أبوابها يراها كل بر وفاجر, عليها ملائكة الرحمة حتى توضع عن يمين العرش, فيوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام. قال:
ويؤتى بالنار تقاد بسبعين ألف زمام يقود كل زمام سبعون ألف ملك (مفتحة) أبوابها, عليها ملائكة سود، معهم السلاسل الطوال, والأنكال الثقال وسرابيل القطران، ومقطعات النيران, لأعينهم لمع كالبرق, ولوجوههم لهب كالنار, شاخصة أبصارهم, لا ينظرون إلى ذي العرش [تعظيما له], فإذا (ل 303) دنت النار فكان بينها وبين الخلائق مسيرة خمسمائة سنة زفرت زفرة, فلا يبقى أحد إلا جثا على ركبته, وأخذته الرعدة وصار قلبه متعلقا في حنجرته لا يخرج ولا يرجع إلى مكانه, وذلك قوله: * (إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) * وينادي إبراهيم: رب لا تهلكني بخطيئتي! وينادي نوح ويونس, وتوضع النار على يسار العرش، ثم يؤتى بالميزان فيوضع بين يدي الجبار، ثم يدعى الخلائق للحساب '.
قال محمد: إنما قيل للقيامة: آزفة؛ لأنها قريبة وإن استبعد الناس مداها.
يقال: أزفت تأزف أزفا, وقد أزف الأمر إذا قرب, وكاظمين منصوب على الحال, وأصل الكظم: الحبس.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»