تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٣ - الصفحة ١٠
قال: محمد؟ قيل: أو قد بعث إليه، قال: نعم. قالوا: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء، ففتح لنا فأتيت على إبراهيم وإذا هو مستند إلى البيت المعمور.
ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى أن تقوم الساعة. قلت:
من هذا يا جبريل؟! قال: هذا أبوك إبراهيم. فسلمت عليه؛ فرحب بي ودعا لي بخير. وإذا أمتي عنده شطران: شطر عليهم ثياب بيض، وشطر عليهم ثياب رمد؛ فدخل أصحاب الثياب البيض، واحتبس الآخرون. فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟! فقال: هؤلاء الذين خلطوا عملا صالحا وعملا سيئا، وكل على خير، ثم قيل: هذه منزلتك ومنزلة أمتك، ثم تلا هذه الآية: * (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) * قال: ثم انتهينا إلى السدرة المنتهى؛ فإذا هي أحسن ما خلق الله، وإذا الورقة من ورقها لو غطيت بها هذه الأمة لغطتهم، ثم انفجر من تحتها السلسبيل، ثم انفجر من السلسبيل نهران: نهر الرحمة، ونهر الكوثر، فاغتسلت من نهر الرحمة فغفر الله لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، ثم أعطيت الكوثر فسلكته حتى إنه ليجري في الجنة؛ فإذا طيرها كالبخت؟ قال: ونظرت إلى جارية، فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت: لزيد بن حارثة. قال: ثم نظرت إلى النار، (فإذا) عذاب ربي لشديد لا تقوم له الحجارة ولا الحديد، قال: ثم رجعت إلى السدرة المنتهى، فغشيها من أمر الله ما غشى، ووقع على كل ورقة ملك، وأيدها الله بأيده، وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة، فرجعت إلى موسى، فقال: ماذا فرض عليك ربك؟ فقلت: فرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة. فقال: (ل 182) ارجع إلى ربك فسله التخفيف؛
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»