تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٣ - الصفحة ٧
والزينة، ناشرة شعرها رافعة يديها تقول: يا محمد، على رسلك اسلك، يا محمد، على رسلك اسلك، يا محمد، على رسلك اسلك. قال: فما صنعت؟ قلت: مضيت ولم أعرج عليها. قال: تلك الدنيا؛ إما إنك لو عرجت عليها لملت إلى الدنيا. ثم أتينا بالمعراج؛ فإذا أحسن ما خلق الله، فقعدنا فيه، فعرج بنا حتى انتهينا إلى سماء الدنيا، وعليها ملك يقال له:
إسماعيل جنده سبعون ألف ملك، جند كل ملك سبعون ألف ملك، ثم تلا هذه الآية * (وما يعلم جنود ربك إلا هو) *. فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أو قد بعث إليه؟
قال: نعم. قالوا: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا فأتيت على آدم، فقلت: يا جبريل، من هذا؟ قال: هذا أبوك آدم. فرحب بي، ودعا لي بخير.
قال: وإذا الأرواح تعرض عليه؛ فإذا مر به روح مؤمن، قال: روح طيب وريح طيبة، [وإذا] مر به روح كافر قال: روح خبيث وريح خبيثة! قال: ثم مضيت فإذا أنا بأخاوين عليها لحوم منتنة، وأخاوين عليها لحوم طيبة، وإذا رجال ينهشون اللحوم المنتنة، ويدعون اللحوم الطيبة، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الزناة؛ يدعون الحلال ويتبعون الحرام. قال: ثم مضيت فإذا برجال تفك ألحيتهم، وآخرون يجيئون بالصخور من النار، فيقذفونها في أفواههم، فتخرج من أدبارهم. قال: قلت: من هؤلاء
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»