تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٣ - الصفحة ٣٤٠
يجاهدوا، ثم أذن لهم في القتال حين أخرجهم أهل مكة؛ فلما أمروا بالجهاد كرهوا القتال * (ولقد فتنا) * اختبرنا * (الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا) * بما أظهروا من الإيمان * (وليعلمن الكاذبين) * يعني: الذين يظهرون الإيمان وقلوبهم على الكفر وهم المنافقون، وهذا علم الفعال.
قال محمد: معنى علم الفعال: العلم الذي تقوم به الحجة وعليه يكون الجزاء، وقد علم الله الصادق والكاذب قبل خلقهما.
* (أم حسب الذين يعملون السيئات) * يعني: الشرك * (أن يسبقونا) * حتى لا نقدر عليهم فنعذبهم أي: قد حسبوا ذلك وليس كما ظنوا * (ساء ما) * أي:
بئس ما * (يحكمون) * أن يظنوا أن الله خلقهم، ثم لا يبعثهم فيجزيهم بأعمالهم، ثم قال: * (من كان يرجو لقاء الله) * يقول: من كان يخشى البعث، وهذا المؤمن * (فإن أجل الله لآت) * يعني: البعث * (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه) * يقول: يعطيه الله ثواب ذلك.
* (إن الله لغني عن العالمين) * أي: عن عبادتهم.
* (ووصينا الإنسان بوالديه) * يعني: جميع الناس بوالديه * (حسنا) * أي: برا * (وإن جاهداك لتشرك بي) * أي: أراداك على أن تشرك بي * (ما ليس لك به علم) * أي: أنك لا تعلم أن معي شريكا؛ يعني: المؤمنين * (فلا تطعهما) *.
سورة النعكبوت من (آية 9 آية 13).
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»