تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٣ - الصفحة ٢٨
قال محمد: قوله: * (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون) * (أن) الأولى نصب و (أن) الثانية رفع؛ المعنى: ما منعنا الإرسال إلا تكذيب الأولين.
* (وآتينا ثمود الناقة مبصرة) * أي: بينة * (فظلموا بها) * أي: ظلموا أنفسهم بعقرها * (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) * يخوفهم بالآية؛ فيخبرهم أنهم إذا لم يؤمنوا عذبهم * (وإذ قلنا لك) * أوحينا إليك * (إن ربك أحاط بالناس) * يعني: أهل مكة؛ أي: يعصمك منهم؛ فلا يصلون إليك حتى تبلغ عن الله الرسالة.
* (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك) * يعني: ما أراه الله ليلة أسرى به، وليس برؤيا المنام، ولكن بالمعاينة * (إلا فتنة للناس) * للمشركين لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بمسيرة إلى بيت المقدس، ورجوعه في ليلة كذب بذلك المشركون؛ فافتتنوا لذلك * (والشجرة الملعونة في القرآن) * يقول: وما جعلنا أيضا الشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس. قال الحسن ومجاهد: هي شجرة الزقوم؛ لما نزلت دعا أبو جهل بتمر وزبد؛ فقال: تعالوا تزقموا؛ فما نعلم الزقوم إلا هذا!
قال الحسن: وقوله: * (الملعونة في القرآن) * أي: أن أكلتها ملعونون في القرآن قال: * (ونخوفهم) * بالشجرة الزقوم * (فما يزيدهم) * تخويفنا إياهم بها وبغيرها * (إلا طغيانا كبيرا) *.
سورة الإسراء من (آية 61 آية 64).
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»