تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٢ - الصفحة ٢٥٥
قال الحسن: يحشر الله - عز وجل - الأوثان المعبودة في الدنيا بأعيانها، فتخاصم من كان عبدها * (هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت) * قال مجاهد:
يعني: تختبر ثواب ما أسلفت في الدنيا. وهي تقرأ على وجه آخر (تتلو) أي: تتبع.
قال ابن مسعود: هذا في البعث ليس أحد كان يعبد شيئا من دون الله - عز وجل - إلا وهو مرفوع له * (وردوا إلى الله مولاهم الحق) * ربهم الحق، والحق اسم من أسماء الله عز وجل.
ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (قل) لهم * (من يرزقكم من السماء والأرض) * وهو على الاستفهام * (أمن يملك السمع والأبصار) * أي: يذهبها أو يبقيها. * (ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) * قال مجاهد: يعني: يخرج الناس الأحياء من النطف، والنطف من الناس الأحياء، والأنعام مثل ذلك، والنبات مثل ذلك. وقال الحسن: يعني: يخرج المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن * (ومن يدبر الأمر) * فيما يحيي ويميت ويقبض ويبسط * (فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) * وأنتم تقرون بالله - عز وجل - أنه هو الذي يفعل هذه الأشياء، ثم لا تتقونه وتعبدون هذه الأوثان من دونه!
* (فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال) * يعني: أن أوثانكم ضلال وباطل * (فأنى تصرفون) * فكيف تصرف عقولكم فتعبدون غيره؟!
* (كذلك حقت كلمات ربك) * أي: سبق قضاؤه * (على الذين فسقوا
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»