تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٢ - الصفحة ٢٢٢
فدعا الله أن يبارك له فيما أعطى وفيما أمسك، فلمزه المنافقون، قالوا: ما أعطى هذا إلا سمعة ورياء، وأقبل رجل من فقراء المسلمين من الأنصار يقال له:
أبو عقيل؛ فقال: يا رسول الله، بت الليلة أجر الجرير على صاعين من تمر؛ فأما صاع فأمسكه لأهلي، وأما صاع فهذا هو، فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم خيرا، فقال المنافقون: والله إن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل، فأنزل الله - سبحانه - هذه الآية إلى قوله: * (والله لا يهدي القوم الفاسقين) * '.
قال قتادة: ' لما نزل في هذه الآية * (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم) * قال رسول الله:
قد خيرني ربي، فوالله لأزيدنهم على السبعين. فأنزل الله - عز وجل - في سورة المنافقين: * (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم) * الآية '.
قال محمد: وقوله عز وجل: * (والذين لا يجدون إلا جهدهم) * يعني:
طاقتهم؛ الجهد: الطاقة، والجهد - بفتح الجيم -: المشقة؛ يقال: فعلت ذلك بجهد؛ أي: بمشقة. وقوله - عز وجل -: * (سخر الله منهم) * أي:
جازاهم جزاء السخرية.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»