تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ١ - الصفحة ١٨٤
قوله تعالى: * (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) * أي: عدلا؛ يعني: أمه محمد * (لتكونوا شهداء على الناس) * يوم القيامة بأن الرسل قد بلغت قومها عن ربها * (ويكون الرسول عليكم شهيدا) * أنه قد بلغ رسالة ربه إلى أمته؛ وهذا تفسير قتادة.
قال محمد: وأنشد بعضهم:
* هم وسط يرضى الأنام بحكمهم * إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم * يعني: بوسط: عدلا خيارا.
قوله تعالى: * (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) * يعني: بيت المقدس * (وإلا لنعلم) * يعني: علم الفعال * (من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله) * يعني: صرف القبلة، قال قتادة:
((كانت القبلة فيها بلاء وتمحيص، صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة إقامته بمكة إلى بيت المقدس، وصلت الأنصار نحو بيت المقدس حولين قبل قدوم النبي عليه السلام إلى المدينة، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم وجهه الله - عز وجل - بعد ذلك إلى الكعبة؛ فقال قائلون:
* (ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها) * لقد اشتاق الرجل إلى مولده)).
قوله تعالى: * (وما كان الله ليضيع إيمانكم) * يعني: صلاتكم إلى بيت المقدس، قال قتادة: لما صرفت القبلة قال قوم: كيف بأعمالنا التي كنا
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»