تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ١ - الصفحة ٣٨٨
[آية 79] * (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) * الآية. قال الكلبي: كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، وكانوا يلقون من المشركين أذى كثيرا؛ فقالوا: يا نبي الله ألا تأذن لنا في قتال (هؤلاء القوم)؛ فإنهم قد آونا؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفوا أيديكم عنهم؛ فإني لم أؤمر بقتالهم)) فلما هاجر رسول الله عليه السلام و [سار] إلى بدر عرفوا أنه القتال كرهوا، أو بعضهم.
(ل 69) قال الله: * (فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا) * هلا * (أخرتنا إلى أجل قريب) * إلى الموت.
قال الله للنبي: * (قل متاع الدنيا قليل) * أي: إنكم على كل حال ميتون، والقتل خير لكم. ثم أخبرهم - ليعزيهم ويصبرهم - فقال: * (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) * قال قتادة: يعني: في قصور محصنة.
قال الحسن: ثم ذكر المنافقين خاصة فقال: * (وإن تصبهم حسنة) * النصر والغنيمة * (يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة) * نكبة من العدو * (يقولوا هذه من عندك) * أي: إنما أصابنا هذا عقوبة مذ خرجت فينا؛ يتشاءمون به.
* (قل كل من عند الله) * النصر على الأعداء والنكبة.
* (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ما أصابك من حسنة) *
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»