تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١١
توحيد الله من أضله الله وخذله وطرده ويقال فمن يرشد إلى الحق من خذله الله عز وجل * (وما لهم من ناصرين) * يعني مانعين من عذاب الله سورة الروم 30 - 32 قوله عز وجل * (فأقم وجهك) * يعني أخلص دينك الإسلام * (للدين حنيفا) * يعني للتوحيد مخلصا ويقال يذكر الوجه ويراد به هو فكأنه يقول فأقم الدين مخلصا ويقال معناه فأقبل بوجهك إلى الدين وأقم عليه * (حنيفا) * أي مخلصا مائلا إليه ويقال أخلص دينك وعملك لله تعالى وكن مخلصا ثم قال * (فطرة الله) * يعني اتبع دين الله ويقال اتبع ملة الله ويقال الفطرة الخلقة يعني خلقة الله * (التي فطر الناس عليها) * يعني خلق البشر عليها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة هل تحسون فيها من جدعاء) وروي عن أبي هريرة أنه قال اقرؤوا إن شئتم " فطرة الله الذي فطر الناس عليها " يعني خلق الناس عليها وفي الخبر أنه قال (كل مولود يولد على الفطرة) لأنه شهد يوم الميثاق ثم قال * (لا تبديل لخلق الله) * يعني لا تغيير لدين الله ويقال * (لا تبديل لخلق الله) * عندما خلق الله الخلق لم يكن لأحد أن يغير خلقته ثم قال * (ذلك الدين القيم) * يعني التوحيد هو الدين المستقيم * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * يعني كفار مكة لا يعلمون بتوحيد الله قوله عز وجل * (منيبين إليه) * انصرف إلى قوله * (فأقم وجهك) * يعني فأقبل بوجهك منيبا إليه ويجوز أن يخاطب الرئيس بلفظ الجماعة لأن له أتباعا وإنما يراد به هو وأتباعه كما قال * (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) * [الطلاق 10] * (منيبين إليه) * يعني راجعين إليه من الكفر إلى التوحيد * (واتقوه وأقيموا الصلاة) * يعني وأتموا الصلوات الخمس * (ولا تكونوا من المشركين) * على دينهم * (من الذين فرقوا دينهم) * يعني تركوا دين الإسلام الذي أمروا به
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»