تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٤
سورة التحريم مدنية وهي اثنتا عشرة آية سورة التحريم 1 - 2 قول الله تبارك وتعالى * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) * وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خلا في يوم لعائشة رضي الله عنها مع جاريته مارية القبطية فوقفت حفصة على ذلك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تعلمي عائشة) وحرم مارية على نفسه فأخبرت حفصة عائشة بذلك فأطلع الله تعالى نبيه على ذلك فطلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة فأمر الله تعالى رسوله بكفارة اليمين لتحريم مارية على نفسه وأمره بأن يراجع حفصة فقال له جبريل راجع حفصة فإنها صوامة قوامة ونزلت هذه الآية * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) * يعني مارية * (تبتغي مرضات أزواجك) * يعني تطلب رضا زوجتك عائشة * (والله غفور) * فيما حرمها على نفسه ويقال غفور لذنب حفصة * (رحيم) * حيث لم يعاقبها قوله عز وجل * (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم) * يعني بين الله لكم كفارة أيمانكم ويقال أوجب الله عليكم كفارة أيمانكم وفي الآية وجه آخر روى هشام بن عروة عن أبية عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل وكان إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنوا منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس فسألت عائشة عن ذلك فقيل لها أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فقالت أما والله لنحتالن له فذكرت ذلك لسودة وقلت إذا دخل عليك فإنه سيدنوا منك فقولي له أكلت مغافير فإنه سيقول لك لا فقولي له ما هذه الريح وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه إذا وجد منه الريح فإنه سيقول لك حفصة سقتني شربة عسل فقولي له جرشت نحله العرفط يعني أن تلك النحلة أكلت العرفط وهو نبات له رائحة منكرة وسأقول له ذلك وقولي له أنت يا صفية فلما دخل على سودة قالت سودة لقد كدت أن أناديه وإنه لعلى الباب فرقا منك فلما دنا مني قلت أكلت المغافير قال لا قالت فما هذه الريح قال سقتني حفصة شربة عسل قلت جرشت نحلة العرفط فلما دخل على صفية قالت له مثل ذلك فلما دخل على حفصة قالت يا رسول الله ألا أسقيك منه قال لا حاجة لي به
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»