ثم قال عز وجل * (ليسأل الصادقين عن صدقهم) * يعني أخذ عليهم الميثاق لكي يسأل الصادقين عن صدقهم يعني يسأل المرسلين عن تبليغ الرسالة ويسأل الوافين عن وفائهم وروي في الخبر أنه يسأل القلم يوم القيامة فيقول له ما فعلت بأمانتي فيقول يا رب سلمتها إلى اللوح ثم جعل يرتعد القلم مخافة أن لا يصدقه اللوح فيسأل اللوح بأن القلم قد أدى الأمانة وأنه قد سلم إلى إسرافيل فيقول لإسرافيل ما فعلت بأمانتي التي سلمها إليك اللوح فيقول سلمتها إلى جبريل فيقول لجبريل عليه السلام ما فعلت بأمانتي فيقول سلمتها إلى أنبيائك فيسأل الأنبياء عليهم السلام فيقولون قد سلمناها إلى خلقك فذلك قوله تعالى * (ليسأل الصادقين عن صدقهم) * * (وأعد للكافرين عذابا أليما) * يعني الذين كذبوا الرسل سورة الأحزاب 9 قوله عز وجل * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم) * يعني احفظوا منة الله عليكم بالنصرة " إذا جاءتكم جنود " يعني الأحزاب وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة صالح بني قريظة وبني النضير على أن لا يكون عليه ولا معه فنقضت بنو النضير عهودهم وأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم منها وذكر قصتهم في سورة الحشر ثم إن بني قريظة جددوا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن حيي بن أخطب ركب وخرج إلى مكة فقال لأبي سفيان بن حرب إن قومي مع بني قريظة وهم سبعمائة وخمسون مقاتلا فحثه على الخروج إلى قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج من مكة إلى غطفان وحثهم على ذلك ثم خرج إلى كنانة وحثهم على ذلك فخرج أبو سفيان مع جماعة من أهل مكة وخرج غطفان وبنو كنانة حتى نزلوا قريبا من المدينة مع مقدار خمسة عشر ألف رجل ويقال ثمانية عشر ألف رجل ثم جاء حيي بن أخطب إلى بني قريظة فجاء إلى باب كعب بن الأشرف وهو رئيس بني قريظة فاستأذن عليه فقال لجاريته انظري من هذا فعرفته الجارية فقالت هذا حيي بن أخطب فقال لا تأذني له علي فإنه مشؤوم إنه قد شام قومه يريد أن يشأمنا زيادة فقالت له الجارية ليس هاهنا فقال حيي بن أخطب بلى هو ثم ولكن عنده قدر جشيش لا يحب أن يشركه فيها أحد فقال كعب أحفظني أخزاه الله يعني أغضبني إئذني له في الدخول فدخل عليه فقال له يحييك مليكك قد جئتك بعارض برد جئتك بقريش بأجمعها وكنانة بأجمعها وغطفان بأجمعها لا يذهب هذا الفوز حتى تقتل محمدا فانقض الحلف بينك وبين محمد فقال له كعب بن الأشرف إن العارض ليصيب بنفحاته شيئا ثم يرجع وأنا في بحر لجي لا أقدر على أن أريم داري ومالي والله ما رأينا جارا قط خيرا من محمد ما أخفر لنا بذمة ولا هتك لنا سترا ولا
(٤٣)