تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٣١
للتوحيد والعبادة وخلق بعضهم لجنهم كما قال * (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس) * [الأعراف 179] فقد خلق كل صنف للأمر والنهي الذي يصلح له ثم قال * (ما أريد منهم من رزق) * يعني ما خلقتهم لأن يرزقوا أنفسهم * (وما أريد أن يطعمون) * يعني لا أكلفهم أن يطعموا أحدا من خلقي وأصل هذا أن الخلق عباد الله وعياله فمن أطعم عيال رجل ورزقهم فقد رزقه إذا كان رزقهم عليه ثم قال * (إن الله هو الرزاق) * يعني * (الرزاق) * لجميع خلقه * (ذو القوة المتين) * يعني * (ذو القوة) * على أعدائه الشديد العقوبة لهم و * (المتين) * في اللغة الشديد القوي قرأ الأعمش * (ذو القوة المتين) * بكسر النون جعله من نعت القوة وقراءة العامة بالضم ومعناه * (إن الله هو الرزاق) * وهو * (ذو القوة المتين) * قوله عز وجل * (فإن للذين ظلموا) * يعني أشركوا وهم مشركو مكة * (ذنوبا) * يعني نصيبا من العذاب * (مثل ذنوب أصحابهم) * يعني مثل نصيب أصحابهم من عذاب الذين مضوا وأصل الذنوب في اللغة هو الدلو الكبير فكني عنه لأنه تتابع يعني مثل عذاب الذين أهلكوا نحو قوم عاد وثمود وغيرهم * (فلا يستعجلون) * يعني بالعذاب لأن النضر بن الحارث كان يستعجل بالعذاب فأمهله إلى يوم بدر ثم قتل في ذلك اليوم وصار إلى النار قوله عز وجل * (فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون) * يعني من عذاب يوم القيامة والويل الشدة من العذاب ويقال الويل واد في جهنم والله سبحانه أعلم
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»