تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٧
وروي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله * (هو الذي أنزل السكينة) * قال يعني الرحمة * (في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا) * قال إن الله تعالى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله كما قال * (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) * [الإخلاص] فلما صدقوا بها زادهم الصلاة فلما صدقوا بها زادهم الزكاة فلما صدقوا بها زادهم الصوم فلما صدقوا بها زادهم الحج فلما صدقوا به زادهم الجهاد يعني إن في كل ذلك يزيد تصديقا مع تصديقهم قوله تعالى * (ولله جنود السماوات والأرض) * فجنود السماوات الملائكة وجنود الأرض المؤمنون من الجن والإنس * (وكان الله عليما) * بخلقه * (حكيما) * في أمره حيث حكم بالنصر للمؤمنين يوم بدر سورة الفتح 5 - 7 قوله عز وجل * (ليدخل المؤمنين والمؤمنات) * يعني المصدقين والمصدقات * (جنات تجري من تحتها الأنهار) * يعني من تحت غرفها وأشجارها * (خالدين فيها) * يعني دائمين مقيمين لا يموتون ولا يخرجون منها * (ويكفر عنهم سيئاتهم) * يعني يمحو ويتجاوز عن سيئاتهم يعني عن ذنوبهم * (وكان ذلك عند الله) * في الآخرة * (فوزا عظيما) * نجاة وافرة من العذاب ثم قال * (ويعذب المنافقين والمنافقات) * يعني ولكن يعذب المنافقين من أهل المدينة والمنافقات * (والمشركين) * من أهل مكة * (والمشركات) * الذين أقاموا على عبادة الأصنام * (الظانين بالله ظن السوء) * وظنهم ترك التصديق بالله تعالى ورسوله مخافة ألا ينصر محمد صلى الله عليه وسلم كما قال في آية أخرى * (بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول) * [الفتح 12] ثم قال * (عليهم دائرة السوء) * يعني عاقبة العذاب والهزيمة * (وغضب الله عليهم ولعنهم) * في الدنيا * (وأعد لهم جهنم) * في الآخرة * (وساءت مصيرا) * يعني بئس المصير الذي صاروا إليه قوله تعالى * (ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا) * بالنقمة لمن مات على كفره ونفاقه * (حكيما) * في أمره وقضائه حكم بالنصر للنبي صلى الله عليه وسلم
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»