تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٠١
مقاتل نزل العذر في الذين تخلفوا عن الحديبية * (ليس على الأعمى حرج) * يعني ليس عليهم إثم في التخلف * (ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) * يعني إثم * (ومن يطع الله ورسوله) * في الغزو ويقال * (ومن يطع الله ورسوله) * في السر والعلانية * (يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار) * وقد ذكرناه * (ومن يتول) * يعني يعرض عن ذلك يعني عن طاعة الله ورسوله بالتخلف * (يعذبه عذابا أليما) * يعني شديدا دائما قرأ نافع وابن عامر " ندخله ونعذبه " كلاهما بالنون والباقون كلاهما بالياء وكلاهما يرجع إلى معنى واحد سورة الفتح 18 - 20 قوله تعالى * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) * يعني شجرة السمرة ويقال أم غيلان قال قتادة بايعوه يومئذ وهم ألف وأربعمائة رجل وكان عثمان يومئذ بمكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله وحاجة المؤمنين ثم وضع إحدى يديه على الأخرى وقال هذه بيعة عثمان) * (فعلم ما في قلوبهم) * أي ما في قلوبهم من الصدق والوفاء وهذا قول ابن عباس وقال مقاتل * (فعلم ما في قلوبهم) * من الكراهية للبيعة على أن يقاتلوا ولا يفروا * (فأنزل) * الله * (السكينة عليهم) * يعني أنزل الله تعالى الطمأنينة والرضى عليهم * (وأثابهم) * يعني وأعطاهم * (فتحا قريبا) * يعني فتح خيبر قوله عز وجل * (ومغانم كثيرة يأخذونها) * يعني يغنمونها * (وكان الله عزيزا حكيما) * حكم عليهم بالقتل والسبي ويقال حكم الغنيمة للمؤمنين والهزيمة للكافرين ثم قال * (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها) * يعني تغنمونها وهو ما أصابوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده إلى يوم القيامة وقال ابن عباس هي هذه الفتوح التي تفتح لكم " فجعل لكم هذه " يعني فتح خيبر قرأ بعضهم " وأتاهم فتحا قريبا " يعني أعطاهم وقراءة العامة * (وأثابهم فتحا قريبا) * يعني كافأهم قوله تعالى * (وكف أيدي الناس عنكم) * يعني أيدي أهل مكة ويقال أسد وغطفان أرادوا أن يعينوا أهل خيبر فدفعهم الله عن المؤمنين فصالحوا النبي صلى الله عليه وسلم على ألا يكونوا له ولا عليه ثم قال * (ولتكون آية للمؤمنين) * يعني عبرة للمؤمنين وهو فتح خيبر لأن المسلمين كانوا ثمانية آلاف وأهل خيبر كانوا سبعين ألفا
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»