تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٧
ثم قال " ومكر السيئ " يقول قول الشرك واجتماعهم على قتل النبي صلى الله عليه وسلم قرأ حمزة " ومكر السيئ " بجزم الياء وقرأ الباقون بالكسر لتبين الحروف وجزم حمزة لكثرة الحركات ثم قال " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " يعني عقوبة المكر إلا بأهله يعني لا يدور وينزل المكر السيئ إلا بأهله يعني عقوبة المكر ترجع إليهم ثم قال * (فهل ينظرون) * يعني ما ينتظرون * (إلا سنة الأولين) * يعني عقوبة الأمم الخالية أن ينزل بهم مثل ما نزل بالأولين * (فلن تجد لسنة الله تبديلا) * يعني لصنعة الله تعالى ويقال لملة الله ويقال لسنة الله في العذاب * (تبديلا) * يعني لا يقدر أحد أن يبدله * (ولن تجد لسنة الله تحويلا) * يعني تغييرا يعني لا يقدر أحد أن يغير فعل الله تعالى سورة فاطر 44 - 45 ثم وعظهم ليعتبروا فقال عز وجل * (أو لم يسيروا في الأرض) * يعني أو لم يسافروا * (فينظروا) * فيعتبروا * (كيف كان عاقبة) * يعني آخر أمر * (الذين) * كفروا * (من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة) * يعني منعة " وما كان الله ليعجزه من شيء " يعني يفوته من شيء ويقال لا يقدر أحد أن يهرب من عذابه * (في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما) * بخلقه بأنه لا يفوت منه أحد * (قديرا) * يعني قادرا عليهم بالعقوبة قوله عز وجل * (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا) * يعني لو عاقبهم بذنوبهم * (ما ترك على ظهرها) * يعني على ظهر الأرض * (من دابة) * يعني لهلكت الدواب من قحط المطر قال قتادة * (ما ترك على ظهرها) * من دابة إلا أهلكهم كما أهلك من كان في زمان نوح عليه السلام ويقال * (من دابة) * يعني من الجن والإنس فيعاقبهم بذنوبهم فيهلكهم وقال مجاهد * (ما ترك على ظهرها من دابة) * يعني من هوام الأرض من العقارب ومن الخنافس وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال كاد الجعل أن يعذب في حجره بذنب ابن آدم ثم قرأ * (ولو يؤاخذ الله الناس) * الآية والعرب تكني عن الشيء إذا كان مفهوما كما كنى ها هنا عن الأرض كقوله * (ما ترك على ظهرها) * وإن لم يسبق ذكر الأرض ثم قال * (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى) * يعني إلى الميعاد الذي وعدهم الله تعالى
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»