تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٦
يعني عون على خلق السماوات والأرض ويقال نصيب في السماوات اللفظ لفظ الاستفهام والشك والمراد به النفي يعني ليس لهم شرك في السماوات ثم قال * (أم آتيناهم كتابا) * يعني أعطيناهم كتابا اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به النفي يعني ليس لهم كتاب فيه حجة على كفرهم * (فهم على بينة منه) * يعني ليسوا على بيان مما يقولون قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم في رواية حفص * (على بينة) * بغير ألف وقرأ الباقون * (بينات) * بلفظ الجماعة ومعناهما واحد لأن الواحد ينبئ عن الجماعة ثم قال * (بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا) * يعني ما يعد الظالمون بعضهم بعضا يعني الشياطين للكافرين من الشفاعة لمعبودهم * (إلا غرورا) * يعني باطلا سورة فاطر 41 - 43 قوله عز وجل * (إن الله يمسك السماوات والأرض) * يعني يحفظ السماوات والأرض * (أن تزولا) * يعني لئلا تزولا عن مكانهما * (ولئن زالتا) * يعني يوم القيامة * (إن أمسكهما من أحد من بعده) * يعني لا يقدر أحد أن يمسكهما ويقال * (ولئن زالتا) * يعني إن زالتا في الحال وهما لا يزولان * (إنه كان حليما) * عن قول الكفار حيث قالوا لله ولد فكادت السماوات والأرض أن تزولا فأمسكهما بحلمه فلم يزولا * (غفورا) * يعني متجاوزا عنهم إن تابوا ويقال * (غفورا) * حيث لم يعجل عليهم بالعقوبة وأمسك السماوات والأرض أن تزولا وقوله عز وجل * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) * يعني كفار مكة كانوا يعيرون اليهود والنصارى بتكذيبهم أنبياءهم وقالوا لو أرسل الله عز وجل إلينا رسولا لكنا أهدى من إحدى الأمم وكانوا يحلفون على ذلك فذلك قوله * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) * فكل من حلف بالله فهو جهد اليمين * (لئن جاءهم نذير) * يعني رسول * (ليكونن أهدى من إحدى الأمم) * يعني أصوب دينا من اليهود والنصارى * (فلما جاءهم نذير) * وهو محمد صلى الله عليه وسلم * (ما زادهم إلا نفورا) * يعني ما زادهم الرسول إلا تباعدا عن الهدى قوله عز وجل * (استكبارا في الأرض) * يعني تكبرا في الأرض * (استكبارا) * مفعول المعنى زادهم الرسول تكبرا وهذا كقوله * (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) * [الإسراء 82] وكان القرآن سببا لخسرانهم فأضاف إليه
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»