تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٦٣
قلوبهم ونافقت قلوبهم * (فهم في ريبهم يترددون) * يعني في شكهم ونفاقهم يتحيرون ولا يتوبون ولا يرجعون عن ذلك سورة التوبة 46 - 49 قوله تعالى * (ولو أرادوا الخروج) * معك إلى الغزو * (لأعدوا له عدة) * يعني اتخذوا لأنفسهم قوة من السلاح معناه إن تركهم العدة دليل على إرادتهم التخلف ثم قال " ولكن كره إنبعاثهم " يعني لم يرد الله خروجهم معك لجبنهم وسوء نياتهم * (فثبطهم) * يعني حبسهم وأقعدهم عن الخروج ويقال ثقلهم عن الخروج ويقال جعل حلاوة الجلوس في قلوبهم حتى أقعدهم عن الخروج * (وقيل اقعدوا مع القاعدين) * يعني ألهموا أو خيل إليهم القعود مع المتخلفين ثم أخبر الله تعالى أن لا منفعة للمسلمين في خروجهم معهم بل عليهم مضرة منهم ثم قال تعالى * (لو خرجوا فيكم) * يعني المنافقين لو خرجوا معكم * (ما زادوكم إلا خبالا) * يعني فسادا ويقال شرا وجبنا * (ولأوضعوا خلالكم) * ويقال ساروا بينكم ويقال والإيضاع في اللغة هو إسراع الإبل كما قال صلى الله عليه وسلم حين أفاض من عرفات أيها الناس عليكم بالسكينة والوقار فإن البر ليس في إيضاع الإبل ولا في إيجاف الخيل يعني إن المنافقين لو خرجوا معكم يسرعون الإبل فيما بينكم ويؤذونكم ثم قال * (يبغونكم الفتنة) * يعني يطلبون منكم الشرك ويطلبون هزيمتكم وعيوبكم ويفشون سركم * (وفيكم سماعون لهم) * يعني وفي عسكركم عيون وجواسيس للمنافقين ويقال وفيكم من يسمع ما يقوله المنافقون ويقبلون منهم * (والله عليم بالظالمين) * يعني بالمنافقين وهذا وعيد لهم يعني * (عليم) * بعقوبتهم ثم قال عز وجل * (لقد ابتغوا الفتنة من قبل) * يعني من قبل غزوة تبوك لأنهم قصدوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم قبل كثرة المؤمنين ويقال طلبوا إظهار الشرك قبل غزوة تبوك * (وقلبوا لك الأمور) * يعني إحتالوا في قتلك وفي هلاكك من كل وجه ويقال " قلبوا لك الأمور " ظهرا لبطن فانظر كيف يصنعون * (حتى جاء الحق) * يعني كثر المسلمون ويقال حتى جاء
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»