بهما عنه فشمت لهما يعني بارك عليهما وأحرزهما الله تعالى في الحرم فأفرختا كما هما إلى الآن وفي خبر آخر زيادة وقد كان أمر أبو بكر عامر بن فهيرة أن يريح إليه غنمه بثور وكان يريح إليهما غنمه وكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بأخبار أهل مكة فكانا فيه ثلاث ليال وكانا يريحان الغنم ويحلبان كل ليلة ما أرادا فلما نفدوا من الإلتماس وجاءهم عبد الله بن أبي بكر فأخبرهم بذلك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعامر بن فهيرة واستأجر رجلا من بني الديل يهديهم الطريق يقال له عبد الله بن أريقط أخذ بهم أسفل مكة حتى خرجوا قريبا من جدة ثم عارضوا الطريق قريبا من عسفان ففطن سراقة بن مالك بن جعثم آثارهم فلبس لأمته وركب فرسه حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسخت قوائم فرسه فقال يا محمد أدع الله أن يطلق فرسي فإني أرى الحي قد إلتمسوني فأن أكون وراءك خير لك فأرد عنك من ورائي من الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن كان صادقا فأطلق فرسه فانطلق فرسه فقال يا محمد خذ سهما من كنانتي فمر به على إبلي فإن أردت حمولة فخذ وإن أردت لبونا فخذ فرجع سراقة فوجد الناس يلتمسون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم إرجعوا فقد إستبرأت لكم ما ها هنا وقد عرفتم من بصيرتي وقفوي بالآثار قال فرجعوا عنه فقدم النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر المدينة فذلك قوله * (ثاني اثنين إذ هما في الغار) * قوله تعالى * (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) * وإنما كان أبو بكر يخاف على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ذهاب التوحيد والإسلام لا على نفسه * (إن الله معنا) * في الدفع عنا * (فأنزل الله سكينته) * يعني طمأنينته * (عليه) * يعني طمأنينته على أبي بكر وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في رواية الكلبي * (فأنزل الله سكينته عليه) * يعني على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سكن واطمأن قال حدثنا الفقيه أبو جعفر قال حدثنا أحمد بن محمد الحاكم القاضي قال حدثنا أحمد بن جرير قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا أبو سوار عن أبي العطوف عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت الأنصاري هل قلت في أبي بكر شيئا قال نعم قال فقل حتى أسمع فقال (وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدو به إذ يصعد الجبلا) (وكان حب رسول الله قد علموا * من البرية لم يعدل به رجلا)
(٦٠)