تعالى ردا لقولهم * (وما تنزلت به الشياطين) * * (وما ينبغي لهم) * يعني وما جاز لهم * (وما يستطيعون) * ذلك وقد حيل بينهم وبين السمع وقد روي عن ابن عباس أنه قال لا يستطيعون أن يحملوا القرآن ولو فعلوا ذلك لاحترقوا ثم قال عز وجل * (إنهم عن السمع لمعزولون) * يعني إنهم عن الاستماع لمحجوبون وممنوعون ثم قال * (فلا تدع مع الله إلها آخر) * وذلك حين دعي إلى دين آبائه فأخبره الله تعالى أنه لو اتخذ إلها آخر عذبه الله تعالى وإن كان كريما عليه كقوله * (لئن أشركت ليحبطن عملك) * [الزمر: 65] فكيف بغيره وروي في الخبر أن الله تعالى أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له أرميا بأن يخبر قومه بأن يرجعوا عن المعصية فإنهم إن لم يرجعوا أهلكتهم فقال أرميا يا رب إنهم أولاد أنبيائك أولاد إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام أفتهلكهم بذنوبهم قال الله تعالى وإنما أكرمت أنبيائي لأنهم أطاعوني ولو أنهم عصوني لعذبتهم وإن كان إبراهيم خليلي ويقال * (فلا تدع مع الله إلها آخر) * الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم المراد به غيره لأنه علم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتخذ إلها آخر ثم قال * (فتكون من المعذبين) * إن عبدت غيري فتكون من الهالكين سورة الشعراء 214 - 220 قوله عز وجل * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * يعني خوف أقرباءك بالنار لكي يؤمنوا ويثبتوا على الإيمان من كان منهم مؤمنا وروى هشام عن الحسن قال لما نزلت هذه الآية * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * جمع النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيته فقال لهم يا بني هاشم يا بني عبد المطلب تعلمون أني رسول الله إليكم وأني لا أملك لكم من الله شيئا لي عملي ولكم عملكم وإنما أوليائي منكم المتقون فلا أعرفن ما جاء الناس يوم القيامة بالآخرة وجئتم بالدنيا تحملونها على رقابكم وذكر السدي هكذا ثم قال ألا فاتقوا النار ولو بشق تمرة وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال لما نزل * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى بأعلى صوته يا صباحاه فاجتمع الناس فقال صلى الله عليه وسلم
(٥٦٩)