تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٥٦٤
والسحر هو الدية يعني إنك مثلنا وروي عن ابن عباس أنه قال * (من المسحرين) * أي من المخلوقين وقال أما سمعت قول لبيد (فإن تسألينا فيم نحن فإننا * عصافير من هذا الأنام المسحر) ويقال * (إنما أنت من المسحرين) * يعني سوقة مثلنا والسوقة إذا كان دون الملوك سورة الشعراء 154 - 159 ثم قال * (ما أنت إلا بشر مثلنا) * يعني آدمي مثلنا * (فأت بآية إن كنت من الصادقين) * أنك رسول الله تعالى * (قال هذه ناقة لها شرب) * والشرب في اللغة النصيب من الماء والشرب بضم الشين المصدر والشرب بنصب الشين جماعة الشراب فكان للناقة شرب يوم ولهم شرب يوم فذلك قوله * (ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوء) * يعني لا تصيبوها بعقر يعني لا تقتلوها فإنكم إن قتلتموها * (ولا تمسوها بسوء) * * (فيأخذكم عذاب يوم عظيم) * يعني صيحة جبريل عليه السلام * (فعقروها) * يعني قتلوا الناقة * (فأصبحوا نادمين) * يعني فصاروا نادمين على عقرها قوله عز وجل * (فأخذهم العذاب) * يعني عاقبهم الله تعالى بالعذاب * (إن في ذلك لآية) * يعني لعبرة لمن يعظم آيات الله تعالى وكانت الناقة علامة لنبوة صالح عليه السلام فلما أهلكوها ولم يعظموها صاروا نادمين والقرآن علامة لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم فمن رفضه ولم يعمل بما فيه ولم يعظمه يصير نادما غدا ويصيبه العذاب * (وما كان أكثرهم مؤمنين) * يعني قوم صالح عليهم السلام * (وإن ربك لهو العزيز) * يعني المنيع بالنقمة لمن لم يعظم آيات الله تعالى * (الرحيم) * لمن تاب ورجع سورة الشعراء 160 - 175
(٥٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 ... » »»