إذا تاب ذهب عنه الفسق ولا تقبل شهادته أبدا وروي عن ابن عباس أنه قال * (إلا الذين تابوا) * تاب الله عليهم من الفسق وأما الشهادة فلا تقبل أبدا وهكذا عن سعيد بن جبير ومجاهد وروي عن جماعة من التابعين أن شهادته تقبل إذا تاب مثل عطاء وطاوس وسعيد بن المسيب والشعبي وغيرهم وهو قول أهل المدينة والأول قول أهل العراق وبه نأخذ سورة النور 6 - 10 ثم قال تعالى * (والذين يرمون أزواجهم) * يعني يقذفون أزواجهم بالزنى قال الفقيه أبو الليث حدثنا أبو جعفر قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد قال حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا يزيد بن هارون عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نزل * (والذين يرمون المحصنات) * الآية قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار أهكذا أنزلت يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم فقال سعد والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من الله تعالى ولكني قد تعجبت أني لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أخرجه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله لا آتي بهم حتى يقضي حاجته قال فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلا فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهجه حتى أصبح فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه واجتمعت الأنصار فقالوا قد إبتلينا بما قال سعد بن عبادة الآن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أمية ويبطل شهادته في المسلمين فقال هلال والله إني لأرجو أن يجعل الله لي مخرجا فوالله إن النبي صلى الله عليه وسلم ليريد أن يأمر بضربي إذ نزل عليه الوحي فعرفوا ذلك في تربد وجهه فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي فنزلت * (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم) * الآية فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجا ومخرجا فقال هلال قد كنت أرجو ذلك من ربي فأرسلوا إليها فجاءت فتلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما وذكرهما وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا فقال هلال والله يا رسول الله لقد صدقت عليهما فقالت كذب علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاعنوا بينهما فقيل لهلال إشهد فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين فلما كانت الخامسة
(٤٩٧)