بالتخفيف وقال أبو عبيد نقرأ بهذا ورأيت في مصحف عثمان رضي الله عنه بهذا اللفظ " وإن هذين لساحران " " إن هاذين " ليس فيه ألف وهكذا رأيت رفع الاثنين في جميع المصاحف بإسقاط الألف وإذا كتبوا بالنصب والخفض كتبوها بالياء وحكى الكسائي عن أبي الحارث بن كعب وخثعم وزيد وأهل تلك الناحية الرفع مكان النصب وقال القائل (أي قلوص راكب تراها * طاروا علاهن فطر علاها) وقال آخر (إن أباها وأبا أباها * قد بلغا في المجد غايتاها) وقال آخر (فمن يك أمسى بالمدينة رحلة * فإني وقيار بها لغريب) وروى وكيع عن الأعمش عن إبراهيم قالوا كانوا يرون أن الألف والياء في القراءة سواء " إن هاذان لساحران " و " إن هاذين لساحرين " سواء وفي مصحف عبد الله " إن هاذان ساحران " وفي مصحف أبي " إن هذان إلا ساحران " ثم قال الله عز وجل * (ويذهبا بطريقتكم المثلى) * يقول برجالكم الأمثل فالأمثل يقول ليغلبا على الرجال من أهل العقول والشرف وقال القتبي يقال هؤلاء طريقة القوم أي أشرافهم ويقال أراد سنتكم ودينكم وقال الزجاج معناه يذهبا بأهل طريقتكم كما قال " وسئل القرية " [يوسف: 82] ثم قال عز وجل * (فأجمعوا كيدكم) * قرأ أبو عمرو * (فأجمعوا) * بجزم الألف ونصب الميم يعني جيئوا بكل كيد تقدرون عليه لا تبقوا منه شيئا وقرأ الباقون * (فأجمعوا) * بقطع الألف وكسر الميم ومعناه ليكن عزمكم كلكم على الكيد مجمعا عليه ولا تختلفوا فتخذلوا وقال أبو عبيدة بهذا نقرأ لأن الناس عليها ولصحتها في العربية يقال أجمعت الأمر واجتمعت عليه وإنما يقال جمعت الشيء المتفرق فتجمع ثم قال * (ثم ائتوا صفا) * يعني جميعا قال أبو عبيد الصف المصلى وقال الزجاج * (ثم ائتوا صفا) * يعني الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتكم قال ويجوز أن يكون قوله ثم ائتوا مصطفين مجتمعين ليكون أنظم لأمركم وأشد لهيبتكم * (وقد أفلح اليوم) * يعني قد فاز ونجا اليوم * (من استعلى) * أي من علا بالغلبة ثم جمع فرعون بينهم وبين موسى عليه السلام ف * (قالوا يا موسى) * يعني السحرة * (إما أن تلقي) * يعني أن تطرح عصاك على الأرض * (وإما أن نكون أول من ألقى) * إلى الأرض " قال " لهم موسى * (بل ألقوا) * فألقوا في الكلام مضمر * (فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه) * يعني تراءت إلى موسى * (من سحرهم أنها تسعى) * يعني كأنها حيات تسير وروي عن الحسن أنه كان يقرأ بالتاء " تخيل " لأن جمع العصي مؤنث وقراءة العامة بالياء يعني سعيها
(٤٠٤)