تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٥
ويقال * (كان) * أي صار يعني صار مشهودا لأن ملائكة الليل وملائكة النهار يجتمعون في صلاة الغداة فينزل ملائكة النهار والقوم في صلاة الغداة قبل أن تعرج ملائكة الليل فإذا فرغ الإمام من صلاته عرجت ملائكة الليل فيقولون ربنا إنا تركنا عبادك وهم يصلون ويقول الآخرون ربنا أدركنا عبادك وهم يصلون * (وقرآن الفجر) * صار نصبا لأن معناه أقم قرآن الفجر ويقال صار نصبا على وجه الإغراء أي عليك بقرآن الفجر سورة الإسراء 79 - 81 ثم قال تعالى * (ومن الليل فتهجد به نافلة لك) * يعني قم بالليل بعد النوم والتهجد القيام بعد النوم روى شهر بن حوشب عن أبي أمامة أنه قال كانت النافلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة وقال مجاهد لم تكن النافلة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويقال * (نافلة لك) * أي فضلا لك ويقال خاصة لك * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * قال مقاتل يعني إن الشفاعة لأصحاب الأعراف يحمده الخلق كلهم ويقال إخراج قوم من النار قال الفقيه حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا محمد بن معاوية الأنماطي قال حدثنا الحسن بن الحسين عن عطية العوفي قال حدثنا أبو حنيفة عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * قال يخرج الله أقواما من النار من أهل الإيمان بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فذلك المقام المحمود فيؤتى بهم نهرا يقال له الحيوان فيلقون فيه فينبتون كما ينبت التقارير ثم يخرجون فيدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميون ثم يطلبون إلى الله تعالى أن يذهب عنهم هذا الاسم فيذهب به عنهم وروي عن حذيفة بن اليمان أنه قال يجتمع الأولون والآخرون يوم القيامة في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم المنادي فيقول يا محمد فيقول لبيك وسعديك والخير بيديك وهو المقام المحمود ويغبطه به الأولون والآخرون ثم قال تعالى * (وقل رب أدخلني مدخل صدق) * أي قال هذا حين أمره الله بالرجوع إلى المدينة أي أدخلني في المدينة إدخال صدق * (وأخرجني مخرج صدق) * يعني من المدينة إلى مكة إخراج صدق ويقال * (أدخلني) * في الدين * (مدخل صدق) * أي ثبتني على
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»